تستعد جامعة فاس لاحتضان فعالية علمية دولية حول “الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والأزمات” ، من تنظيم مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب سايس بفاس، بشراكة مع مركز الجزيرة للدراسات، يومي 4 و5 دجنبر المقبل.
ويهدف المؤتمر، وفق المنظمين، إلى تمكين طلبة علوم الإعلام والتواصل من فهم أعمق للصحافة الاستقصائية، وإبراز أهميتها وخصوصيتها، خاصة في ظل التحولات الرقمية والتقنية المتسارعة التي يشهدها المجال الإعلامي، حيث لم تعد الصحافة بمنأى عن الأدوات التكنولوجية الحديثة، وأصبح للذكاء الاصطناعي دور محوري في العمل الصحافي، بما في ذلك الصحافة الاستقصائية.
ويسعى المؤتمر، إلى تقديم مقاربة علمية تعالج القضايا والإشكاليات المرتبطة بهذا المجال، مما يسهم في الارتقاء بالممارسة الصحفية، وذلك على مدار يومين، ويشمل خمس جلسات علمية، إلى جانب جلستين رئيسيتين يُقدمهما متحدثون بارزون.
ويشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين، والباحثين، والمهنيين من المغرب ومن دول إقليمية ودولية مثل قطر، تونس، اليمن، السودان، الأردن، فلسطين، وتركيا، في مقدمتهم رنا الصباغ ممثلة منطقة « مينا » في مجلس إدارة شبكة الصحافة الاستقصائية العالمية، ومديرة شبكة « أريج » سابقا، والصادق الحمامي مدير معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، وسليمان صالح رئيس قسم الصحافة سابقا بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وأستاذ الصحافة والإعلام بجامعة المولى إسماعيل بمكناس محمد كريم بوخصاص.
وتتمحور الجلسة الأولى حول دور مناهج البحث العلمي في تعزيز أسس الصحافة الاستقصائية، من خلال أوراق علمية تبحث في العلاقة بين منهجية البحث وعمق المحتوى الاستقصائي، وأثر هذه المناهج على جودة التحقيقات، بينما تركز الجلسة الثانية على تحديات أخلاقيات العمل الصحفي في زمن الحروب والنزاعات، بما في ذلك نظرية المسؤولية الاجتماعية، وتجارب ميدانية مثل العمل الاستقصائي خلال حرب غزة، فيما تتناول الجلسة الثالثة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصحافة الاستقصائية، عبر محاور تشمل صحافة البيانات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وتجارب تطبيقية لمناهج الاستقصاء في الصحافة التلفزيونية.
أما الجلسة الرابعة فتبحث في بيئة الصحافة الاستقصائية ودورها في تعزيز حقوق الإنسان والعدالة، وتناقش تقييم تجربة دليل « أريج » للصحافة الاستقصائية، بالإضافة إلى دراسة العلاقة بين هذا النوع من الصحافة والتحول الديمقراطي، إلى جانب البيئة القانونية والسياسية الداعمة لها. فيما تستعرض
الجلسة الخامسة تطور العمل الاستقصائي ودوره في تشكيل الرأي العام، مع تسليط الضوء على حضور هذا النوع من الصحافة في المشهد الإعلامي المغربي، وتأثير التحقيقات التلفزيونية على الرأي العام العربي.
واعتبر محمد القاسمي رئيس المؤتمر ومدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل، أن المؤتمر يهدف إلى تعميق النقاش حول التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في الالتزام بالمبادئ المهنية عند استقصاء الحقائق، خاصة في ظل تنافس الأجندات الدولية وتعارض مصالح المؤسسات الإعلامية، وأضاف في تصريح صحافي، أن المؤتمر يسلط الضوء على دور المناهج التعليمية في تدريس الصحافة الاستقصائية، ويتعرض إلى تجارب عربية ودولية تبرز أهمية التعليم في تحسين الأداء الصحافي وتطوير مهارات الصحفيين الاستقصائيين.
تعليقات الزوار ( 0 )