تم مؤخرا، تقديم مؤلف “محمد السادس، رؤية ملك.. أعمال وطموحات” للأكاديمي الفرنسي-السويسري، جان ماري هيدت، وذلك بمناسبة انعقاد لقاء-مناقشة حول موضوع “المغرب، ملتقى إقليمي للشراكة الأوروبية-الإفريقية”، المنظم من قبل مجلس أوروبا والقنصلية العامة للمملكة المغربية في مونبليي.
وفي مداخلة له بـ “دار العلاقات الدولية” في مونبليي، بحضور جمهور متنوع مؤلف من باحثين وصحفيين وفاعلين سياسيين وأفراد من الجالية المغربية بالمدينة والجهة، استعرض جان ماري هيدت الإصلاحات التي تمت مباشرتها في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا دينامية التغيير التي انطلقت بالمملكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تضع العنصر البشري في صلب الأولويات.
وأكدت جان ماري هيدت “أنا مجرد مراقب متواضع، ألاحظ على أرض الواقع التفاعل بين الخطاب والأفعال”.
واعتبر الأكاديمي الفرنسي-السويسري، وهو أيضا خبير دولي والرئيس السابق لمركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا، أن “نموذج التنمية الجديد، استراتيجية للقوة الناعمة، الذي دعا له جلالة الملك، يأخذ في الاعتبار بقوة البعد الاجتماعي، حتى يكون المغاربة والمغربيات المستفيدون حقا من الإصلاحات”.
وتوقف الأكاديمي الفرنسي-السويسري عند تفرد الشراكات الإفريقية في ضوء “الرؤية الملكية التي تتميز بأنها شمولية وتعددية”، شمولية بمعنى أنها تشمل جميع المجالات، وتعددية على اعتبار أنها تتكيف مع كل دولة حسب خصوصيتها”.
كما تحدث عن الأسباب الكامنة وراء إقبال المستثمرين الأجانب على المغرب، مبرزا أن “نماذج كتدبير الهجرة، والجهود المبذولة للتخفيف من الاحتباس الحراري أو حتى الطاقات المتجددة، تنضاف لمشاريع الموانئ الكبرى والصناعية، والبنية التحتية للطرق والسكك الحديدية أو البرامج الاجتماعية. هناك العديد من المؤشرات التي تفسر اهتمام المستثمرين من مختلف القارات بالقدوم للمغرب”.
وأكد على أن الاستقرار يشكل ضمانة لتنفيذ العديد من المشاريع، بما في ذلك المناطق الجنوبية، مبرزا أن الجهوية المتقدمة التي “تتوافق مع نهج جديد لتدبير الشؤون العامة، تسمح للأقاليم الجنوبية، لاسيما الداخلة والعيون، بالاستفادة من الابتكارات التي تتلاءم مع الواقع المحلي”.
وحسب جان ماري هيت، فإن “التطور المذهل الذي تشهده الصحراء المغربية شد انتباه الناخبين في الجهة. ويمكنني أن أشهد على ذلك من خلال زياراتي المتعددة للمواقع والأوراش، وكذا من خلال لقاءاتي مع السكان”، مؤكدا أن ناخبي الأقاليم الجنوبية “عبروا عن أنفسهم بشكل واسع خلال الاقتراع الأخير، لدرجة أنه يمكن القول إن هذا التصويت هو استفتاء حقيقي على الطريقة السويسرية”.
وأضاف أن “مسار اعتراف العديد من الدول والقوى العظمى (بسيادة المغرب على صحرائه) خلال هذه السنة ثابت بشكل واضح ولا رجعة فيها”.
وفي كلمة خلال هذا الاجتماع، شددت القنصل العام للمملكة المغربية في مونبليي، السيدة نزهة الساهل، على أن “الشراكة القارية بين إفريقيا وأوروبا أصبحت ملموسة بفضل الدور الطلائعي الذي يضطلع به المغرب”.
وحرصت الدبلوماسية المغربية على تسليط الضوء على “الاستراتيجية الإفريقية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مدعومة بالمبادئ الأساسية للتنمية المشتركة، والصعود المشترك، فضلا عن الشراكات المربحة للجانبين، في سياق تقود فيه إفريقيا القوية بكفاءاتها ومواردها، بشكل كامل ودون عقد، تنميتها وتتحكم في مصيرها”.
وفي ختام اللقاء، قام الأكاديمي جان ماري هيدت بتوقيع كتابه “محمد السادس، رؤية ملك.. أعمال وطموحات”، الصادر عن طبعات فافر، لوزان، سويسرا.
المتابعة للأستاذ : عبد المولى عبد المومني
ملك عظيم يقود شعب عظيم رسم جلالته الأهداف بعناية فائقة ووفر لها اسباب النجاح نحن في الطريق الصحيح بفضل القيادة الرشيدة لعاهلنا وضامن وحدتنا.