النجم توم هانكس من ألمع نجوم جيله، وربما هو الوحيد الذي استطاع الصمود بين التغيرات المختلفة التي حدثت في صناعة هوليود، منذ بدايته في منتصف الثمانينيات حتى اليوم، ومع التغيير الكبير الذي يحدث منذ بدء جائحة كورونا، واتجاه كثيرين من الأفلام إلى المنصات السينمائية، فإنه نجح في تجاوز الأزمة بفيلمين؛ عرض أحدهما على منصة نتفليكس، والآخر على “آبل تي في بلس” (+Apple TV)، وها هو الآن يعود إلى عالم المنصات مرة أخرى بفيلم “فينش” (Finch) مع آبل.
فازت شركة آبل في المزاد الذي أقيم في الثالث من مايو/أيار 2021 بحقوق عرض فيلم “فينش”، الذي ضم عددا من الشركات والمنصات المتنافسة، وهو فيلم خيال علمي من إنتاج آمبلين، وكان من المفترض أن تقوم أستوديوهات يونيفرسال بتوزيعه، ولكن الفوز كان من نصيب “آبل تي في بلس”.
الفيلم من إخراج ميغيل سابوشنيك، الذي اشتهر بإخراج بعض من أفضل حلقات المسلسل الشهير “صراع العروش” (Game of Thrones)، ومنها حلقة “معركة الأوغاد” (Battle of the Bastards) في الموسم السادس من المسلسل، والتي فازت بأول جائزة إيمي للعرض.
وينتمي فيلم “فينش” إلى الخيال العلمي، ويندرج تحت أفلام من نوع ما بعد المحرقة، التي تدور عوالمها في الأرض بعد حدوث أزمة كبيرة، سواء كانت حربا أو كارثة بيئية، تؤدي إلى موت عدد كبير من البشر وتغيير شكل الحياة بعدها. وفي فيلم توم هانكس القادم تحدث بالفعل كارثة تنهي تقريبًا الحياة على الأرض، وتتركها قاحلة مع عدد محدود من البشر المتناثرين حول الكوكب.
و”فينش” الذي يقوم بدوره توم هانكس رجل عجوز نجا ليكوّن عائلة صغيرة؛ تتكون منه ومن كلبه وإنسان آلي يصنعه، وعندما يشعر بأنه لم يعد يستطيع رعاية حيوانه الأليف يقرر تعليم صديقه المعدني كيفية العناية به، وذلك باصطحابه في رحلة في الصحراء ليتعرف على مزايا الحياة، وما يعنيه أن يكون المرء حيًّا بالفعل.
ومشروع فيلم “فينش” بدأ منذ عام 2017، عندما أعلن هانكس عنه، وحمل الفيلم سابقًا اسم “بيوس” (BIOS)، وصُور الفيلم بالفعل في المكسيك، وانتهى العمل عليه في مايو/أيار 2019، مما يعني أنه يمكن عرضه في أي وقت منذ الآن وحتى نهاية العام.
العودة للمنصات
فيلم “فينش” هو العمل الثاني الذي يقدمه توم هانكس كممثل إلى منصة “آبل تي في بلس”، بعد فيلم الحرب العالمية الثانية “غري هاوند” (Greyhound) من إنتاج سوني، الذي حقق نجاحا كبيرا، وأصبح أعلى أفلام “آبل تي في بلس” مشاهدة، مع ترشيح لجائزة الأوسكار.
وكذلك خلال العام الماضي، عرض له على منصة نتفليكس فيلمه “أخبار العالم” (New of The world)، الذي ترشح لـ4 جوائز أوسكار، ولكن لم يفز بأي منه.
ويشارك توم هانكس “آبل تي في بلس” كمنتج في مسلسل “أسياد السماء” (Masters of the Air)، الذي يعمل فيه بالشراكة مع “إتش بي أو” (HBO) وشركة آمبلين، وهو مسلسل قصير من إخراج كاري جوجي، وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية.
وهذه الأعمال المتتالية دليل على شباب توم هانكس الفني ومرونته الكبيرة؛ فعلى عكس كثير من زملاء جيله، مثل كيفين كوستنر وميل جيبسون وغيرهما، استطاع تجاوز عقبة العمر والأدوار غير الملائمة، ليس فقط باختيارات ممتازة، بل أيضا بالاندماج مع التكنولوجيا الحديثة التي أخرجت طرقا جديدة لعرض الأفلام بعيدًا عن العرض السينمائي فقط، الذي تراجع بسبب إغلاق دور السينما حول العالم خلال العام الماضي.
على الجانب الآخر، ورغم عمر المنصة الذي يزيد قليلًا على عام واحد تحت رئاسة زاك فان أمبورغ، فإن شركة “إتش إف جي” (Hfg) تبني أرضية واثقة ورصينة بهدوء في حرب المنصات، وذلك عبر التحرك بشكل انتقائي لاختيار أفلام لأسماء كبيرة ومرموقة في الصناعة، وتحقيق الانتصارات، مثل فيلم “كودا” (CODA) الفائز في مهرجان صندانس السينمائي، وفيلم “تحرير” (Emancipation) مع أنطوان فوكوا وإخراج ويل سميث، وكذلك المشروع الأكثر انتظارًا على الساحة فيلم “قتلة زهرة القمر” (Killers of the Flower Moon) إخراج مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، وماهرشالا علي ونعومي هاريس.المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
تعليقات الزوار ( 0 )