بالتزامن مع الجدل الذي أثير حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات المغربية، رفع فاعلون تربويون مطالب جديدة، من أجل تجويد حضور هذه المادة في المقررات التعليمية.
وخلال أشغال الندوة التربوية الوطنية المنظمة من طرف مركز مداد للدراسات والأبحاث، بتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق بعنوان” تقويم منهاج مادة التربية الإسلامية بعد ست سنوات من التنزيل، والتي أقيمت يومي السبت والأحد، عبر تقنية التناظر المرئي، والتي عرفت مشاركة ثلة من الأستاذة والباحثين والمكونين في المراكز الجهوية، والمؤطرين التربويين، والأساتذة الممارسين بورقات علمية بلغ عددها خمسة وعشرين ورقة علمية، طالب المشاركون بضرورة تحويل هاجس تنقيح وتعديل المناهج إلى عمل منهجي هادف وقاصد تستثمر فيه نتائج البحث العلمي التربوي وخبرات المتخصصين والممارسين.
ومن بين المطالب التي أجمع عليها المشاركون في هذه الندوة، ضرورة تعميق النظر في القضايا الابستمولوجية والديداكتيكية؛ على مستوى خصائص ووظائف الخطاب الديني، لأهميتها في تجويد المضامين التعليمية، ومنهجية التدريس، والدعوة إلى استثمار مخرجات ونتائج المؤلفات التربوية والأبحاث المنشورة. والتي جلها أبحاث أشرف عليها تربويون ومتخصصون في حقل التربية والتكوين، الأمر الذي من شأنه أن يقدم قيمة مضافة للحقل التربوي تقويما وتجديدا، إضافة إلى التركيز على عقد الندوات العلمية التي تعنى بالبحث العلمي والتربوي ودعمها، من أجل توفير البحوث القاصدة إلى بناء التعلمات لدى أجيال المتعلمين
كما أكد الأساتذة والباحثون أن إدماج الموارد الرقمية في تدريس مادة التربية الإسلامية أضحى واقعا حتميا من أجل بنية تربوية قادرة على الاستجابة لمتطلبات الموارد المفتوحة، وإدماج المهارات الحياتية في التربية الإسلامية من القضايا التربوية التي تحتاج إلى بحوث تدخلية قصد ملاحظة الأثر على جودة التعلمات، وسيناريوهات التنزيل والتقويم، وتعميق النظر في الكتاب المدرسي سواء من حيث منهجية تأليفه أو من حيث إدماج المهارات الحياتية؛ ليكون وسيلة ديداكتيكية تفاعلية مناسبة لصيغ الاشتغال وأساليب التدبير في الحجرات الدراسية.
الندوة أثيرت فيها كذلك إشكالة أثر المناهج، وخلص فيها نقاش المشاركين إلى ضرورة إصدار التوجيهات التربوية المساعدة على التنزيل الأسلم للمنهاج، وضرورة توجيه العناية إلى تقويم أثر المنهاج تقويما يكشف عن مدى فعالية المنهاج ومستوى تحقق أهدافه ومقاصده عبر مقاربات وآليات متعددة.
تأتي هذه المطالب، بعد أيام من جدل كبير أثير بسبب برنامج إذاعي طالب فيه المتدخلون بإلغاء تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات المغربية، وتدخل فيه مختلف الفاعلين السياسيين والحقوقيين، ووصل صداه إلى المنابر، انتهى باعتذار الإذاعة التي بثت البرنامج.
تعليقات الزوار ( 0 )