في إطار رصدها للوضع الذي تعيشه المنظومة التربوية المغربية، ذكرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب مجموعة من الهفوات التي طبعت الدخول المدرسي ومستجداته، والتي أعاقت الانطلاقة الفعلية للدراسة والتدبير الناجع للدخول المدرسي، وذلك بعد انصرام شهر على انطلاقته.
وتأسفت الفيدرالية، في بيان لها، لبطء الدينامية التواصلية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع المكتب الوطني للفيدرالية، مؤكدة أن ذلك انعكس سلبا على معالجة مجموعة من الاختلالات التي كانت الفيدرالية تنبه لها بشكل استباقي يحول دون حدوثها أو الحد من تداعياتها على المؤسسات التعليمية.
وسجلت الفيدرالية اختلالات أثرت سلبا على للدخول المدرسي، منها الارتباك والبطء الذي ميز عمليتي التسجيل وإعادة التسجيل بالنسبة لعدة مؤسسات تعليمية على امتداد ربوع التراب الوطني، وعدم توفر الكتب الدراسية المقررة في فضاءات تسويقها بالأعداد الكافية لتمكين كل المتمدرسين من التوفر عليها مع انطلاق الموسم الدراسي.
كما وقفت الفيدرالية عند الارتباك والارتجال الحاصل في جداول حصص الأساتذة والتلاميذ بمبررات غير معقولة، والتأخر غير المبرر في سد الخصاص من الأطر التربوية والإدارية في بعض التخصصات والمستويات وتأثيره السلبي على انطلاق الدراسة في الآجال المحددة.
ورصدت الفيدرالية تعثرات ومشاكل مرتبطة بالتوجيه وبإعادة التوجيه بالنسبة لسلكي التعليم الثانوي، وبالخصوص بالنسبة للموجهين للتعليم المهني (بكالوريا خدماتية) مما يطرح التساؤل حول احترام رغبات وتطلعات وطموحات المتعلمين المعنيين، وفق البيان.
وأبرز بيان فيدرالية جمعيات أباء وأولياء الأمور “استمرار ظاهرة اكتظاظ الأقسام، رغم ما نصت عليه المذكرات الوزارية الصادرة في الموضوع، وانعكاساتها السلبية على جودة التعلمات وفي تفاقم العديد من الظواهر غير المرغوب فيها داخل الفضاءات المدرسية”.
ووقفت الفيدرالية عند تعثرات مرتبطة بالداخليات وبدور الطالب والطالبة وبالنقل المدرسي في الوسط القروي والشبه القروي.
وقالت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب أنها وهي تقف عند تلك المعيقات فإنها تركز على إيمانها الراسخ في نجاعة الحوار المستمر والبناء بينها وبين الوزارة الوصية في إطار مقاربة تشاركية تستبق وتتجاوز تلك الهفوات.
ويذكر أن الدخول المدرسي لهذه السنة شهد العديد من الانتقادات، لا سيما بسبب الارتفاع المهول لأسعار الأدوات المدرسية والكتب والدفاتر، خاصة في القطاع الخاص والتي انضافت إلى مشاكل ارتفاع واجبات التسجيل، إضافة إلى تسجيل غياب مجموعة من الكتب المدرسية من طرف العائلات والكتبيين رغم وعود الوزارة بتوفيرها.
كما شهد هذا الدخول المدرسي استمرار العديد من المشاكل على طاولة النقاش بين الحكومة والنقابات والتي تعاني منها الشغيلة التعليمية، بينما توجه الأنظار اليوم إلى تأخر إخراج النظام الأساسي الجديد، الذي تُعلق عليه آمال إنهاء مجموعة من الملفات على رأسها ملف “الأساتذة المتعاقدين”، الذي وعدت الحكومة، في بداياتها، بحلول مبتكرة فيما يتعلق به.
تعليقات الزوار ( 0 )