أخرجت هزة أرضية بقوة 4.5 على سلم ريشتر ساكنة الناظور والدريوش والحسيمة من منازلهم في ساعات متأخرة من يوم أمس الأحد.
وسجلت هذه الهزة على مستوى منطقة البوران، في البحر الأبيض المتوسط بين إقليمي الناظور والحسيمة، لتليها هزة ثانية بلغت حسب المركز الأوروبي لرصد الزلازل 3 درجات على سلم ريشتر.
وانتشرت ردود فعل متطابقة، توضح خروج الساكنة من منازلهم ليلة أمس عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، متخوفين في تعليقاتهم من سيناريو زلزال الحوز.
وأكد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، في هذا الصدد، أن هذه الهزة سجلت على عمق 16 كيلومترا، ووقعت في البحر عند التقاء خط العرض 35.531 درجة شمالا، وخط الطول 3.502 درجة غربا.
وأوضح ضمن تصريح له ، أن هذه الهزة الارتدادية شعر بها ساكنة الناظور والحسيمة والدريوش في منتصف ليل يوم أمس الأحد، في الساعة الواحدة ليلا، ما سبب هلعا وسطهم.
وأورد المتحدث ذاته أن هذا الزلزال البحري، المتوسط القوة حسبه، جاء في مناطق تعرف نشاطا زلزاليا منذ ثلاث سنوات.
وشدد جبور في السياق ذاته، على استمرار مثل هذه الهزات الارتدادية بإقليم الدريوش، مشيرا إلى أن المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب يسجل العشرات يوميا من هذه الهزات.
و بخصوص عودة الهزات الارتدادية من جديد بعد زلزال 8 شتنبير العنيف أوضح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور، في تصريح له ، أن ‘‘هناك بعض المناطق التي تسجل بها بعض الهزات الارتدادية تكون معروفة بالنشاطات الزلزالية، قائلا ”الأمر عادي وليست هناك أية مفاجأة بخصوص هذا النشاط”.
واعتبر المسؤول ذاته، أن النشاط الزلزالي يعرف زيادة نسبية، مشيرا في ذلك إلى زلزال الحوز” العنيف” الذي أثر حسب تعبيره على كل المناطق الزلزالية بالمغرب.
ولفت بخصوص السبب في استمرار هذه الارتدادات الخفيفة إلى تكوُّن بعض الفوالق التي تتحرك بسبب الزيادة في الضغط داخل القشرة الأرضية.
من جانب آخر، اعتبر المصطفى العيسات، خبير في مجال البيئة، الهزات الارتدادية التي تقع بالمغرب حاليا أمرا طبيعيا، معللا ذلك بارتباطها بتحركات الصفائح التكتونية والتقاء الصفائح الأور متوسطية الآسيوية.
وأضاف ضمن تصريح له، أن هذه الحركات تتشكل على شكل بؤر للزلازل في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، مما ينتج معها هزات ارتدادية قد تصل إلى عمق 3 أو 4 درجات.
وأشار الخبير البيئي، فيما يتعلق بمسألة توالي هاته الهزات، إلى تغير الخريطة الزلزالية في بعض مناطق المغرب ، مرجحا ذلك إلى اعتبارات عديدة من بينها ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي الذي يمارس هو الآخر ضغطا كبيرا على المحيطات التي تستوعب كميات كبيرة منه.
وأورد أن هذه الاعتبارات بمثابة بوادر للارتدادات التي سجلتها بعض مناطق المغرب ، مشيرا إلى أن بني ملال مدرجة في خريطة هذه الاهتزازات.
وخلص المصدر ذاته، إلى أن هذه الهزات تعد طبيعية لاتؤثر على البنيات التحتية ولا تحدث أضرارا بشرية أو خسائر مادية، شأنها شأن زلزال الحوز.
تعليقات الزوار ( 0 )