الرئيسية أعمدة الرأي المغرب خارج تصنيف إحصائيات شنغاي لافضل1000 جامعة عالميا

المغرب خارج تصنيف إحصائيات شنغاي لافضل1000 جامعة عالميا

كتبه كتب في 16 غشت 2022 - 5:32 م

تابع العديد من المتهمين بالتعليم العالي والبحث العلمي باهتمام و حسرة صدور تصنيفات المؤسسات الجامعية كان اخرها تصنيف “شنغهاي” الشهير الذي صنف ألف جامعة الأفضل عبر العالم لسنة 2022 من أصل 2500 حول العالم، وهو التصنيف الذي لم تستطع أي جامعة مغربية حجز مكان لها به؛ وهو الأمر الذي تكرر لسنوات.

هذا التصنيف ينضاف الى التصنيفات السابقة و التي تؤكد الوضع المزري للمؤسسات الجامعية الوطنية و التي، و ان اختلفت و تعددت و تنوعت معايير التصنيفات، لم تستطع أن تجد مكانا لها ضمن المؤسسات الجامعية المرموقة عالميا او على الأقل قاريا او جهويا.
المجهودات الجبارة التي يقوم بها العديد من السيدات و السادة الأساتذة الجامعيين و المسؤولين تصطدم بالعديد من المثبطات و العراقيل تجعل تطور الجامعة المغربية أمرا صعبا إن لم نقل مستحيلا في بلاد جامعة القرويين اقدم مؤسسة جامعية في العالم.
المشاكل التي تعاني منها المؤسسات الجامعية العمومية متنوعة منها ماهو مادي متعلق: كالاكتظاظ ، وغياب او انعدام البنيات التحتية، والتجهيزات الأساسية، والمرافق الأساسية الكافية للمؤسسات الجامعية و نقص التأطير البيداغوجي و العلمي بسبب نقص الموارد البشرية و ضعف الميزانية الموجهة للبحث العلمي و غيرها.
ومنها ماهو تنظيمي و هنا يتبادر الى الذهن مسألة الحكامة و الإستقلالية حيث تعاني الجامعات من ضعف كبير في مسألة الحكامة و الإستقلالية في إتخاذ القرارات خاصة في الامور المتعلقة بالتسيير المالي و البيداغوجي هذا بالإضافة إلى مسألة لغة التدريس و ضعف التوجيه و المصاحبة و التاخر الجلي في رقمنة الجامعة و هو ما ينعكس سلبا على الحياة اليومية للطالب و الاستاذ و جميع الشركاء ، فالمساطر البطيئة والمعقدة والإجراءات التقليدية العقيمة لتسجيل الطلبة على مستوى الإجازة والماستر والدكتوراه تضيع علينا الفرص لاستقطاب أفضل الشباب الذي يمكنه ان يساهم في تطوير و اشعاع الجامعة.

هذا بالإضافة إلى مسألة الشفافية و الوضوح في استقطاب الموارد البشرية المؤهلة للاشتغال بالجامعة العمومية، بحيث اصبحنا نسمع عن أساليب أقل ما يقال عنها انها مريبة في توظيف الاطر الجامعية، هذا فضلاً عن كون الوظائف بالجامعة أصبحت غير مغرية سواء للاساتذة الباحثين او الاداريين المؤهلين و ذلك راجع بالاساس الى ضعف التحفيزات المادية و ضعف الامكانيات اللوجستيكية و الفنية و غياب استراتجية واضحة المعالم للنهوض بقطاع التعليم العالي بحيث اصبحنا نعيش على وقع الاصلاح و اصلاح الاصلاح و ….وفق التصورات الشخصية لكل مسؤول على هذا القطاع الاستراتيجي في عالم يتحكم فيه الابداع و الاختراع و العلم ( أزمة كوفيد 19 و التغيرات المناخية نموذجا).

أضف إلى ذلك هجرة الأدمغة المغربية المتميزة التي تكونت بالجامعة العمومية و التي تفضل اما التحليق بعيدا للالتحاق بالجامعات والمعاهد الكبرى او الإنخراط في مشاريع طموحة لمؤسسات جامعية خصوصية بدات تنتشر في العديد من مدن المملكة.

هذه الأمور و غيرها تجعل جامعتنا تلعب في قسم الهواة و تحرمنا من حلم منافسة الكبار و وهو الشيء الذي انعكس في تصنيف شنغهاي لأفضل الجامعات حول العالم عام 2022 الصادر مؤخرا، الذي أكد تصدرجامعة هارفارد، للسنة العشرين على التوالي، ، وسط استمرار هيمنة المؤسسات التعليمية الأمريكية على المراكز الأولى.
واستحوذت جامعات في بلدان ناطقة بالإنكليزية على المراكز العشرة الأولى في التصنيف، على غرار العام الفائت، مع ثماني جامعات أمريكية وجامعتين بريطانيتين، في هذا التصنيف العالمي لأفضل مؤسسات التعليم العالي الذي تصدره مؤسسة “شنغهاي رانكينغ كونسلتنسي” منذ 2003. وفي المجموع، برزت 39 جامعة أمريكية بين أفضل مائة جامعة في اللائحة.
أما أول مؤسسة جامعية فرنكوفونية، فهي جامعة “باري ساكليه” الفرنسية التي حلت في المرتبة السادسة عشرة.

فإذا كان تصنيف اللاعبين و الفرق الكروية يشد أنفاس عامة الناس ويتحول الى موضوع نقاش في وسائل الاعلام الرسمية و الخصوصية على حد سواء و يدور سجال طويل و حامي الوطيس طيلة اسابيع قبل و بعد الإعلان عن نتائج التصنيفات الكروية، فإن موضوع تصنيف الجامعات المغربية لم ينل و لو قدرا يسيرا من الاهتمام ، لا على الصعيد الرسمي من الوزارة الوصية او على الصعيد الشعبي او على الصعيد الاعلامي و كأن الجميع غير معني بحالة الجامعة المغربية.

لم اشاهد و لم اسمع برنامجا تلفزيا في التلفزة العمومية أو في الإذاعة يناقش هذا الامر و لم يستدعى المسؤولون على القطاع لتوضيح ما يجرى بالمؤسسات الجامعية و لم يغضب الناس لحالة الجامعة كما يغضبون عندما ينزل فريقهم المفضل الى قسم الهواة او عندما يعجز منتخب الكرة في التأهل لكأس العالم….!

ليت الدولة و ذوي النفوذ الاقتصادي يتعاملون مع المؤسسات الجامعية كما يتعاملون مع الفرق الرياضية، فنجد إن الجهة الفلانية احتضنت الجامعة الفلانية و الشركة الفلانية وقعت عقدا مع الجامعة الفلانية و تكون لنا بطولة وطنية للجامعات المغربية بحيث تتنافس فيها المؤسسات العمومية و الخصوصية و يحصل الفائز على دعم و تحفيز مادي كبير يساعده في اعتماد اطر عليا ذات صيت دولي فيفرح مشجعوه و يزداد مناصروه و ينزل فيها الخاسر الى القسم الثاني فيتدمر جمهوره و يطالبون بطرد المسؤول عن هذه الخسارة و تعويضه بمن هو اصلح ليعيد للمؤسسة هيبتها و مجدها بين المؤسسات الجامعية المنضوية للقسم الممتاز.


بقلم الدكتورة جميلة المرابط

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1 )
  1. ابراهيم أزيام :

    القرى تبنى بسواعد ابنائها… شكرا اخونا رضى الله على التعريف بالبلدة الحربيلية المباركة فهذا مساهمة في بناء و الدفع بعجلة التنمية التوقفة لسنوات بالجهة ككل للأسف..

    إضافة تعليق تعليق غير لائق

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .