نشرت منطمة الطفولة التابعة للامم المتحدة اليونيسيف تقريرا حذرت فيه من ضياع جيل بأكمله جراء تفشي وباء كورونا المستجد “كوفيد 19 “ودخوله عامه الثاني
ويأتي هذا التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للطفولة ليميط اللثام عن المآسي التي عاشها جيل كورونا والتي حرمت العديد من الأطفال عبر العالم من حقهم في الرعاية الصحية والتعليم والرفاهية، ناهيك عن الإصابات المسجلة في صفوف الأطفال رغم المزاعم التي تقول أن الأطفال لا يتأثرون بالجائحة
حيث كشف التقرير أن عدد الإصابات المسجلة في صفوف الأطفال واليافعين في 87 بلدا من أصل 140 شملهم التحليل يسجلون إصابة واحدة من بين كل تسع إصابات بكورونا أي 11 بالمائة ما يعني حوالي 26 مليون طفل تم التبليغ عن إصابتهم بكورونا بهذه الدول .
وبعيدا عن لغة الأرقام والبيانات فقد عاش العديد من الأمهات والآباء حالات من الذعر والخوف جراء الأخبار والصور المتداولة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي ما دفع الكثير من الأسر إلى تجنيب أبنائها الاختلاط بأقرانهم طيلة هذه الشهور أو اللعب معهم داخل فضاءات الحدائق والمنتزهات او حتى الاقتراب منهم بالأماكن العامة ،وهذا من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي أمر شاذ وله عواقب جد مقلقة على نفسية الأطفال عموما
والأخطر من ذلك هو أن نوبة الذعر هاته استمرت عند بعض الأسر التي منعت أبنائها حتى من الذهاب إلى المدرسة واكتفت بتسجيلهم عن بعد ما ضيع على الكثيرين منهم فرصة التحصيل واكتساب المهارات البيداغوجية داخل الفضاءات المدرسية أسوة بأقرانهم
ومن الأسر من اضطر لذلك بفعل التدابير الحكومية الصارمة التي اتخذتها حكومات العديد من الدول التي عرفت إصابات جد مرتفعة بالفيروس ، وهنا يطرح سؤال الكفاية ،وهل ما عاشته الطفولة عبر العالم في زمن كورونا من حرمان من التحصيل واللعب أو السفر والاكتفاء بمشاهدة دروس مصورة عبر التلفاز والجلوس بالبيت لأشهر طويلة سيؤثر على القدرات الفكرية والمعرفية للأطفال وبالتالي سيكرس العزلة والحرمان في نفوسهم وسيختل ميزان التحصيل والمعرفة لديهم أم أن الطفرة التكنولوجية التي تعرفها البشرية اليوم ستعدل الكفة وستجعل الأطفال في منأى من هذه المخاوف وأنهم سيتأقلمون بسهولة مع الظروف الاستثنائية الحالية وسيعتبرونها مجرد سحابة صيف عابرة.
وتبقى الأرقام الصادرة عن منظمة الطفولة يونيسيف مقلقة نسبيا ،لكن لسنا نحن من سيقرر ذلك ،وحدهم المتخصصون في علم الطفولة والأخصائيين النفسيين من سيحددون ذلك، نحن فقط نضع أصبعنا على الجرح والذي لا شك أنه غائر،فمهما قلنا وكتبنا فلن نحيط بهذا الأمر المهم والخطير الذي يمس فلذات أكبادنا
لكن الأكيد أن زمن كورونا أثر بشكل سلبي على نفسية الجميع كبارا وصغارا وان ما عاشه الكبار من قلق وضغط نفسي وعصبي لا يقل قسوة عما عاشه الأطفال من حرمان ،وان هذا الضغط والحرمان سيكون له ما بعده من تداعيات بحسب نفسية كل فرد
فمنهم من ستشكل له هذه الفترة العصيبة حافزا لتحدي الصعاب والاستعداد لمواجهتها في المستقبل، ومنهم من ستحبط عزيمته وتدخله في متاهات الخوف والرعب خصوصا إذا كانت خسائره كبيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )