بقلم الأستاذ الخبير الصحفي عبد المولى عبد المومني ..
استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية كانت طيلة العهد الجديد أوراش للتنمية والبناء، وتوسيع المشاركة السياسية لأبنائها في تدبير شؤونهم المحلية والجهوية ..
تميزت خطب جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، في كل سنة، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، بالصراحة مع شعبه الوفي والوضوح مع المجتمع الدولي، كما كانت دائماً محملة برسائل مباشرة للرأي العام الوطني والدولي ..
كما عرفت دائماً تقديم المقاربة الواقعية التي يعتمدها المغرب، من أجل حل هذا النزاع في إيطار وحدته الترابية ..
حيث قال جلاته في إحدى خطاباته هذه أنّ مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة أبنائها، واعتراف دولي واسع.
وعلى هذا الأساس، أكد الملك تمسك المغرب بالمسار السياسي الأممي، والتزامه بالخيار السلمي وبوقف إطلاق النار، ومواصلة التنسيق والتعاون مع بعثة المينورسو، في نطاق اختصاصاتها كما حددها مجلس الأمن في قراراته.
كما أكد كذلك بكل عزم وثقة على أنّ التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء تعزز مسار التنمية المتواصلة التي تعرفها المنطقة حيث يعمل جلالته جاهدا على تنميتها والنهوض بأوضاع ساكنتها.
فكل متتبع ومهتم بهذا الملف وفي مقدمتهم الأمم المتحدة والأشقاء والمحبون للسلام يلاحظون ويلمسون بأنّ أقاليمنا الجنوبية تعرف نهضة تنموية شاملة، من بنيات تحتية، ومشاريع اقتصادية واجتماعية ؛ في إطار النموذج التنموي الذي دعى إليه الملك محمد السادس نصره الله وأيده والخاص بهذه الأقاليم، والذي أشرف شخصياً على انطلاقته سنة 2015، ويتم تنفيذه من طرف ممثلي السكان المنتخبين بطريقة ديمقراطية .. وهو ما تؤكده مؤشرات التنمية البشرية، ومستوى الخدمات الاجتماعية الأساسية، في مختلف المجالات.
كما عرفت أقاليمنا الجنوبية في السنوات الأخيرة تطورات هادئة وملموسة في الدفاع عن هذه القضية الوطنية المقدسة عند المغاربة حيث تم تأمين معبر الكركرات وانتزاع مستحق للإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وافتتاح عدد كبير من الدول لقنصليتها بمدينتي العيون والداخلة ..
وفي سياق استمرار الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والتطور الملموس على أرض الواقع تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 30 أكتوبر 2023، قرار رقم 2703 المتعلق بقضية الصحراء المغربية، والذي مدد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة، إلى غاية متم أكتوبر 2024 ..
كما أكد مجلس الأمن أنّ الحل السياسي النهائي لا يمكن أن يكون إلاّ حلاً سياسيًا واقعيًا وعمليًا ودائماً وقائماً على التوافق مسجلاً أنّ هذه المعايير تقترن من جديد بدعم مجلس الأمن للمبادرة المغربية للحكم الذاتي حيث وصفها بالجادة وذات مصداقية ..
وفي خضم هذا الإهتمام المولوي وهذه الدينامية المتواصلة وهذه الإعترافات والإنتصارات المتتالية لوحدتنا الترابية يعمل الجميع، كل من موقعه، على مواصلة التعبئة واليقظة للدفاع عن ركائز الأمة والثوابت الوطنية والوحدة الترابية، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية المغربية ..
تعليقات الزوار ( 0 )