بقلم رئيس التحرير : رشيد الفانيس
كثيرة هي المفاجآت والصدمات التي تلقاها الشعب المغربي من حكومة رجال الاعمال، حيث ألهبت الأسعار وأجهزت على القدرة الشرائية للمواطن وأخفقت في تنزيل الأوراش الملكية ،وجانبت الصواب في كثير من الأمور الاخرى المرتبطة بالتشريع وسن القوانين ،وها نحن نعيش اليوم على وقع أزمة أخرى مع طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب والتي إذا استمرت ستلقي بضلالها على المستقبل الصحي ببلادنا، بل وستسهم بشكل كبير في تأجيج الاوضاع وزيادة الاحتقان داخل المجتمع المغربي أكثر مما هو عليه الآن ،خصوصا بعد القرارات غير الموفقة التي أقدم عليها وزير التعليم العالي وترجمها رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بإغلاق مكاتب الطلبة بكليات الطب والصيدلة وحظر جميع أنشطتها النقابية ،وترهيب ممثلي الطلبة بتوجيه استدعاءات إليهم للمثول أمام مجالس تأديبية بتهم التحريض وعرقلة السير العادي للدراسة والتكوين، فضلا عن توقيف وترسيب عدد منهم في خطوة غير محسوبة العواقب، وقد تابعنا بالأمس القريب ملف أزمة اساتذة التعليم الابتدائي والثانوي وما تسببت فيه من هدر للزمن المدرسي لفلذات أكبادنا والتي لا تزال الوزارة الوصية تحاول جاهدة تعويضه عبر تقديم دروس الدعم للتلاميذ المتعثرين دون أن تنجح في ذلك ،وها هما اليوم وزارتي التعليم العالي والصحة تفتعلان أزمة أخرى مع طلبة كليات الطب والصيدلة عبر قرار ارتجالي يقضي بتقليص مدة التكوين إلى ست سنوات بدل سبع سنوات، مع الرفع من عدد المقبلين على التسجيل بالكليات،رافضة فتح باب الحوار بدعوى أن هذا القرار استراتيجي ومرتبط بتنزيل ورش الحماية الاجتماعية وهو ما يرفضه الطلبة جملة وتفصيلا للأسباب التي يعرفها القاصي والداني وهي الاكتظاظ وضعف البنى التحتية ، الأمر الذي تتجاهله وزارتي التعليم العالي والصحة .
وبعيدا عن التعنت والعجرفة السياسية التي تنهجها الحكومة بالهروب إلى الامام وإغلاق باب الحوار في وجه ممثلي الطلبة، فهناك تقارير وإحصائيات سنوية توضح بجلاء ما تحاول هذه الاخيرة إخفاءه ،وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها فلا يمكن لأي وزير سياسي أن يقنع طالبا أو طبيبا ممارسا بأن الامور على ما يرام وأن هذه الاستراتيجية الجديدة هي الحل الأمثل لعصرنة المنظومة الصحية ،لان كليهما يعلمان يقينا بأن التكلفة ستكون باهظة إذا لم تتم دراسة كل الاحتمالات والمقترحات بعناية وفق مقاربة تشاركية يساهم فيها كل الفرقاء المعنيون بهذه الاستراتيجية الجديدة وأولهم الطلبة لانهم أطباء المستقبل والمؤتمنون على صحة المرضى وحياتهم.
وإذا ما قمنا بشرح كل هذه الافكار أو الاستراتيجيات التي تعتزم الوزارة تطبيقها بالأرقام فقد التحق خلال الموسم الجاري2023- 2024 حوالي 5060 طالب بكلية الطب البشري
و بحسب الاستراتيجية الجديدة ،من المرتقب أن ترفع الوزارة نسبة المقبولين بكليات الطب والصيدلة خلال الموسم الدراسي المقبل بـ 40 في المائة، 27 في المائة منها مخصصة للتعليم العمومي، مع الانفتاح على المؤسسات الخاصة ،على أن يصل عدد المسجلين في أفق الموسم الجامعي 2027-2028، إلى 11170 طالبا.
وتراهن استراتيجية الوزارة التي وضعت معالمها مند ثلاث سنوات على المرور من 2092 خريجا سنويا إلى 6530 سنة 2025 و8770 خريجا سنويا خلال سنة 2030، مع الوصول إلى معدل تراكمي للأطباء بالقطاع العام يبلغ 16590 سنة 2025 و49650 سنة 2030 .
هذا من حيث التوقعات ،أما واقع الحال وبحسب الأرقام التي كشف عنها آخر تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، والذي بيّن على أن عدد الأطباء في المغرب في القطاعين العام والخاص،لا يتجاوز 30 ألف طبيبا وطبيبة، بمعدل 8 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، في حين أن المعدل الذي تحدده منظمة الصحة العالمية يصل إلى 15.3 طبيبا وهذا التضارب في الارقام يحيلنا الى شيء واحد أن هناك خللا كبيرا في المنظومة الصحية ويجب معالجته بشكل شمولي لأن الأمر لا يقف عند حدود المدّة الزمنية التي يستغرقها التكوين وعدد الافواج المتخرجة وإنما يتطلب الأمر إعادة النظر في المناهج بشكل شمولي،والتي يجب أن تتسم بالفعالية وأن تضمن تخريج أطباء بمؤهلات وقدرات تتلاءم مع المتغيرات المختلفة التي أضحت تعرفها المنظومة الصحية الوطنية والعالمية.
نعم هناك متغير جديد وهو تعميم التغطية الصحية وهذا يتطلب مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحالية وبناء مستشفيات جديدة عبر التراب الوطني وكذا توفير أطر طبية وتمريضية كبيرة لكن ليس على حساب الجودة والفعالية والتكوين البيداغوجي.
كما أن هناك معضلة كبرى تعانيها منظومتنا الصحية هي التفاوتات المجالية والتوزيع غير العادل للخدمات الاستشفائية وللأطر الطبية عبر التراب الوطني
إن النضال الذي يخوضه أصحاب الوزرة البيضاء إنما هو دفاع عن المواطن المغربي البسيط قبل أن يكون دفاعا عن حقوقهم المشروعة في ضمان التكوين الجيد وتحسين ظروف الاشتغال ،وعلى المسؤولين الحكوميين الانصات لصوتهم لأنه صوت الحقيقة وصوت الضمير المهني والانساني قبل أن يكون صوت النقابي والحقوقي ،وهذا مؤشر إيجابي على نسبة الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتق الطلبة لانهم مستقبل الطب ببلادنا وهذا يثلج الصدر ويشعرنا بالأمان على صحتنا وحياتنا وهو الشعور الذي يخالجنا كلما توجهنا لأقرب مستشفى لأننا نستشعر ثقل هذه الأمانة ونراها في أعين وقلوب الأطباء سواء الأساتذة أو الطلبة والممرضين على حد سواء، ولا أتكلم من فراغ فقد عشت تجربة استشفائية بقسم الطب »س «لأمراض الجهاز الهضمي وحظيت كباقي المرضى بعناية طبية وتمريضية تضاهي كبريات المستشفيات الخاصة ، وأعجبت كثيرا بروح المسؤولية والانضباط الذي يتمتع به أطر هذا الجناح الطبي سواء منهم الاطباء المتمرنين أو أستاذتهم حيث يهتمون لصغائر الأمور ويحرصون على راحة المرضى دون استثناء ويتواصلون معهم باستمرار ويشرحون لهم حالاتهم المرضية وطرق العلاج بشكل مبسط وبمقاربة انسانية تزرع في نفوسهم الأمل والطمأنينة على صحتهم وعلى مستقبل الطب ببلادنا ،فلا خوف على مستقبلنا لكننا نأمل في أن نسهم جميعا في بناء حاضرنا وأعيننا على مستقبل الاجيال الصاعدة وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بالحوار وتقاسم الافكار والآراء .
Paul Goydos and Stuart Appleby both shot 59 in 2010, but they were the first since David Duval in 1999 buy priligy cheap
As I web site possessor I believe the content matter here is rattling magnificent , appreciate it for your efforts. You should keep it up forever! Best of luck.
http://www.tlovertonet.com/
As I website possessor I think the articles here is rattling superb, thanks for your efforts.
https://tfmarquitectura.com/
Glad to be one of the visitors on this awful internet site : D.
https://sepintasupdate.com/
That s something thatwill play out over years, he said, citing Algeria s bloodycivil war in the 1990s as a worrying precedent buy priligy Antibody amplification was accomplished using a biotin linked antistreptavidin antibody Vector Laboratories, Burlingame, CA with a goat immunoglobulin G blocking antibody Sigma, St Louis, MO