بقلم عبد المولى عبد المومني
يعي جيدا المتتبعون للشأن السياسي داخل بلدنا وخارجها على أنه منذ حكومة التناوب التي قادها المرحوم عبد الرحمان اليوسفي .. ورغم كل ما وُجِّه لها من انتقادات .. وحزب الإتحاد الإشتراكي الأكبر بمناضليه وبأطره ومفكريه ومثقفيه والمتعاطفين معه .. وذلك بحكم تغلغله في المجتمع المغربي بجميع طبقاته .. كانت قد بُحَّتْ أصوات الحكماء بعد خوض تجربة التناوب التوافقي تطالب بعدم مشاركة هذا الحزب في حكومة يقودها تكنوقراط .. لكن الأغلبية التي كانت في قيادة الحزب وخصوصا الذين خَبَروا كراسي الإستوزار والذين تَمَرَّسوا في الدواوين والمؤسسات .. كانوا يرغبون في الحفاظ على هذا النصيب .. بدعوى استكمال الأوراش التي أعطيت انطلاقتها في حكومة التناوب .. وهو ما أدى لاستنزاف طاقات الحزب ومناضليه ومفكريه ومثقفيه .. ونحن اليوم نعيش هذا المنعطف التاريخي .. بعد ما افرزته انتخابات 08 شتنبر 2021 من خريطة سياسية جديدة .. تُبوؤ ما أَطلق عليه الإتحاديون أحزاب إدارية والوافد الجديد .. يستنتج عامة المواطنين على أن الإتحاد الإشتراكي لن يقبل بمشاركة مقزمة ستضعه حتما في حالة من الإندثار خلال السنوات القادمة .. أما المحللين للظرفية الراهنة يرون فيها مساهمة بناءة خاصة في الجانب المتعلق بتنزيل النمودج التنموي الجديد وفي رص صفوف المجتمع بجميع مكوناته .. أما المتتبعين لتاريخ الحزب ومساهماته في هندسة مغرب ما بعد الإستقلال يرون أن الخيار الذي يجعله في المعارضة يعطيه أكبر فرصة لإتمام إعادة بناءه بكل تأني وفق قواعد متينة تمكنه من الإنبعاث والرجوع قويا خلال استحقاقات 2026 .. لأن الحكومة التي سيترأسها أخنوش ستكون ربما مضطرة لاتخاذ قرارات لاشعبية خصوصا أنها ورثت وضع اقتصادي صعب وبطالة مرتفعة لا سيما في صفوف الشباب مع محدودية في التمويل الداخلي والخارجي مرتبطة بحصيلة 10سنوات من حكم حزب العدالة .. والاتحاد الاشتراكي كحزب متجدر في المجتمع ستتاح له الفرصة لإعادة تجديد نخبه وهياكله وبرامجه ونوعية علاقته بفئات المجتمع .. ومن تم العودة من الباب الكبير لانتخابات 2026 بترؤسه للحكومة ..
تعليقات الزوار ( 0 )