الرئيسية أعمدة الرأي وضعية الخطارات بواحات اداي عمالة كلميم …إلى أين ؟

وضعية الخطارات بواحات اداي عمالة كلميم …إلى أين ؟

كتبه كتب في 8 نونبر 2021 - 11:44 ص

بقلم : عبد الله رضى الله

تمثل الخطارات تقنية قديمة بالغة التعقيد،يعود تاريخها إلى أقدم العصور،تم اعتمادها بالعديد من مناطق العالم،كالصين،اسبانيا،امريكا اللاتينية وغيرها …،وقد عرفت بأسماء مختلفة (الخطارات)(الفكارة)بالصحراء،(الفلاز) في العربية السعودية…


البناء الرئيسي للخطارة الهدف منه الحصول على انحدار تدريجي ينتهي بظهوره على سطح الأرض بعد قطعه لمسافة عدة كلومترات بعيدا عن البئر الأول للخطارة الذي يصل عمقه في بعض الحالات إلى أكثر من 100متر،تحفر وتبنى الخطارة لمعرفة مصادر الموارد المائية،وعادت ما تقع النقطة التي يلتقي فيها السطح الرسوبي مع سفوح الجبال.
كانت تنظم أعمال الصيانة الجماعية تحت سلطة مسؤولة إدارة المياه(أمغار نوامان)يختار هذا الأخير في المغرب دوريا من قبل الجماعة وعادة ما يكون دوو الحقوق في المياه ملزمون بالمشاركة في الصيانة الجماعية للخطارات،بغض النظر عن مساحة الأرض والمياه التي يمتلكونها،غالبا ماتكون هذه الصيانة ضرورية لان تراكم الترسبات في قعر الخطارات والسواقي الفرعية واخراجها عبر الآبار العمودية وحمايتها من ترسب الرمال أو غيرها……. .
مع كامل الأسف سكان القرى اصبحو يتهربون من إلتزاماتهم الجماعية ومن أعرافهم المنظمة للعمل الجماعي،خصوصا الشباب،اصبحوا يعزفون عن الامتثال للأنظمة الموروثة والمشاركة في أشغال الصيانة،كما أن هناك عامل آخر ساهم في تظهور الخطارات بالمغرب،وهو إنشاء العديد من المضخات خلال السبعينات،والضخ المفرط يتسبب في إنخفاض مستوى الفرشات المائية،فمستقبل صيانه الخطارات ونظم الري أصبح مع مضي الوقت من الصعب ضمانه.


إن الخطارات اليوم تعيش وضعية مقلقة بفعل عوامل طبيعية وبشرية مرتبطة بالتغيرات المناخية والتحولات السوسيو ثقافية التي تعرفها مناطق الواحات،من بينها واحات اداي عمالة كلميم،التي لم يعد بالإمكان صيانتها بواسطة الوسائل القديمة التقليدية بل يجب اعتماد طرق عصرية للاصلاح والترميم،بل في بعض الاحيان أصبحت تشكل خطرا حتى على الساكنة خصوصا الأطفال،وعليه فدور الجماعة كفاعل رئيسي بالمنطقة يحتم عليها التدخل السريع بل أكثر من هذا من الممكن الشروع بالعمل بوضع أدوات إحصائية لمعرفة عدد الخطارات وأماكن تواجدها و الوضعية التي توجد عليها ولما لا متوسط صبيب المياه بها وكل ما يمكنه أن يساعد في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والبيئي،لان مثل هذه المشاريع تفوق إمكانيات المجتمع المدني،لما يتطلب من أساليب حديثة في مجال التدبير المعقلن للموارد المائية ضمن لائحة التراث الوطني المغربي،كخطوة أولى وتمهيدا لإدراجه ضمن التراث الإنساني،بل أكثر من ذلك فأهمية وضرورةالخطارات تحافظ على الاستقرار السكاني والموارد المائية والتوازنات البيئية التي باتث على قدر كبير من الاهمية بفعل انعكاسات التغيرات المناخية.على العالم بأسره

مشاركة
تعليقات الزوار ( 2 )
  1. ادهمو علي :

    تحياتي لك أستاذ على المقال الرائع و الملفث لإهتمام للموروث المائي و نتمنى البدء العمل الفعلي من الجمعية التي تم إنشائها حديثا بغرض رد الإعتبار و الإهتمام بالخطارات كونها عروق الحياة لواحة أداي و لا أحد ينكر ذلك .

    إضافة تعليق تعليق غير لائق
  2. عبدالله رضى الله :

    العمل التشاركي لا يمكنه إلا أن يكون ايجابيا للبلدة ،المهم هو الحفاض على هذا الموروث الثقافي الذي لازال ينفع واحات اداي تحياتي اخي العزيز

    إضافة تعليق تعليق غير لائق

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .