في “الأمر اليومي” الذي وجهه، اليوم الجمعة14 ماي 2021 بمناسبة الذكرى 65 لتأسيس القوات المسلحة الملكية المغربية نوه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بشكل خاص، بـ”التفاعل السریع لقواتنا المسلحة مع الأوامر السامیة لجلالته من أجل تأمين الشریط الحدودي الكركرات، وفق خطة محكمة لقطع الطریق أمام مناورات المرتزقة. حيث قال جلالته “لقد استطعتم بما تمتلكونه من حرفیة عالیة في مجال التخطیط والقیادة والتنفیذ العملیاتي، من دحر المناورات البائسة لأعداء وحدتنا الترابیة”. وأوضح جلالة الملك ، أن القوات المسلحة أظھرت للعالم أجمع، جدوى ومشروعیة ھذه العملیة النوعیة التي مكنت من ضمان التدفق الآمن للبضائع والأشخاص بین المغرب وعمقه الإفریقي. واعتبر جلالة الملك أن قوة العزیمة والصمود ونكران الذات التي يتحلى بھا أفراد القوات المسلحة في مراقبة الحدود وتأمینھا برا وجوا وبحرا، خصوصا بالأقالیم الجنوبیة والمناطق الشرقیة، وما يقدمونه من تضحیات في سبیل إعلاء رایة الوطن خفاقة في جمیع ربوع المملكة، سیظل مفخرة لجمیع المغاربة. القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أشار إلى “استماتة أفراد قواتنا المسلحة الملكیة، سواء في الدفاع عن ثوابت المغرب ووحدته الترابیة، أو في مجال مشاركة تجریداتنا في عملیة حفظ السلام”. كما أشاد جلالة الملك بالدور البطولي لأطقم الصحة العسكریة وأطر المصالح الاجتماعیة المرابطة في الجبھات الأمامیة خلال جائحة كورونا، إلى جانب نظرائھم في المؤسسات الاستشفائیة الوطنیة، وأفراد الوقایة المدنیة والقوات العمومیة، تنفیذا لتعلیماته بتجندھم لتقدیم الخدمات الطبیة وكذلك خلال العملیة الوطنیة للتلقیح. وأضاف: “بالرغم من الظروف الطارئة والصعبة لھذه الجائحة وما فرضته من قیود وإكراھات، يضيف جلالة الملك ،”تمكنتم بما عھدناه فیكم من إصرار وعزیمة، من مواصلة مھامكم المتعددة، بنفس الحماس وعلو الھمة وتفعیل المخططات ذات البعد الأمني، ومحاربة الجرائم العابرة للحدود والتصدي لھا بفعالیة وحزم” وتابع: “دون إغفال تأھبكم المستمر للتصدي لانعكاسات التقلبات المناخیة، من خلال التموقع الإستباقي للأطقم الصحیة واللوجستیكیة متعددة الاختصاص، للتدخل العاجل عند الحاجة للإغاثة وفك العزلة، مع تقدیم المساعدات الإنسانیة والطبیة الضروریة”. وشدد جلالة الملك على أن “ما نشھده الیوم من تحولات متسارعة في مجال العلوم والتقنیات المرتبطة بمجال الأمن والدفاع، یجب أن یكون حافزا لكفاءاتنا العسكریة الشابة، حتى تتمكن من مواكبتھا علمیا وتقنیا، وأن توظفھا في تفعیل برامج بحث وطنیة صرفة تمكن من إبداع حلول مبتكرة في مجالات التحول الرقمي وتكنولوجیا المعلومات والاتصال والقیادة والسیطرة، وذلك لرفع مستوى جاھزیة جیشنا ودعم قدراته القتالیة في المیدان”. ويرى الملك أن ذكرى تأسيس الجيش هي “محطة سنویة للتقییم واستخلاص الدروس والعبر، وتحدید الأھداف والأولویات، من أجل بلورة وتفعیل المخططات والبرامج المستقبلیة”، مضيفا:جلالته “جاعلین نصب أعیننا التطویر المستمر لقدرات القوات المسلحة الملكیة وتمكینھا من الوسائل والتجھیزات، وتكوین وتعبئة أفرادھا وجعلھم قادرین على مسایرة كل المستجدات ورفع التحدیات”. وأكد جلالته إلى أن رعايته ستظل موصولة بدعم مجھودات أفراد الجيش والسھر على توفیر التجھیزات الضروریة المناسبة لتمكینهم من أداء مھامهم في أحسن الظروف، “في إطار ما سطرناه على المدى المتوسط والبعید، لتبقى قواتنا المسلحة بمثابة العین الساھرة على أمن الوطن، والدرع الواقي للدفاع عن حوزته ومقدساته ومكتسباته”. “وسنواصل بنفس العزیمة والإرادة، تعزیز قدراتكم ومؤھلاتكم البشریة، وتوسیع آفاقھا داخلیا وخارجیا، عبر تسخیر آلیة التعاون العسكري البیني ومتعدد الأطراف بین قواتنا المسلحة الملكیة ومختلف الجیوش الصدیقة، لتبادل الخبرات ومشاركة نتائجھا خدمة لقیم التضامن والسلم الدولیین، وتجسیدا لرصیدكم المشرف كشریك فعال وذي مصداقیة في حفظ السلم عبر العالم، باعتراف الأمم المتحدة
تعليقات الزوار ( 0 )