بعد الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، من المزمع أن تقرر الجزائر من جانب واحد عدم تجديد عقد الترانزيت لخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يعبر الأراضي وينتهي في إسبانيا.
ويعني هذا القطع عدم اعتماد المغرب، الذي يشحن 7٪ من الغاز الجزائري الذي يسافر إلى شبه الجزيرة الأيبيرية كرسوم.
ودفع الوضع المملكة المغربية، تقول جريدة “الموندو” الإسبانية، إلى تسريع سياستها في تعزيز الطاقات المتجددة، وخاصة الخلايا الكهروضوئية، لضمان تزودها بالطاقة.
وذكرت “الموندو” في مقال حول الموضوع، أن المغرب افتتح عام 2016، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في منطقة ورزازات جنوب المغرب.
وأضافت أن الرباط طورت مشروع نور في وسط الصحراء، في “جنة شمسية” تتزود منها خلال 320 يومًا في السنة من الموارد الكهروضوئية المتاحة لتوليد الكهرباء.
بالنسبة لدولة نامية مثل المغرب، تشير “الموندو” إلى أن الطاقة الكهروضوئية يفتح لها الباب لسوق واعد وتنافسي، كون مواردها الشمسية عالية للغاية، على الرغم من أنها مقارنة بالدولة المجاورة، الجزائر، لا تمتلك المملكة موارد أحفورية طبيعية مثل الغاز، لذلك، فإن الاستفادة من مزاياها العديدة في الطاقة الكهروضوئية سيكون مفتاحًا للمشي نحو استقلال الطاقة.
وبهذا الخصوص شددت “الموندو” على أن الأهداف واضحة وطموحة، وهي زيادة حصة الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة إلى 42٪ بحلول عام 2020 و 52٪ بحلول عام 2030.
وأكدت أن المملكة تضرب عصفورين بحجر واحد، من جهة تلبي احتياجات الكهرباء المتزايدة، ومن جهة أخرى، تزيد من قدرتها على تصدير الكهرباء إلى أوروبا، والتي سوف تولد الثروة لاقتصادها ككل.
وأشارت “الموندو” إلى أن جميع البلدان ركزت أعينها على المغرب وعلى هذا المشروع غير المسبوق، وقال ريان مرقاوي المستشار المتخصص في الطاقة المتجددة للصحيفة الإسبانية إن المغرب يعتبر معمل الطاقة الشمسية في العالم.
واعتبر المقال أن المغرب يواصل تطوير طاقته الشمسية، إلى درجة وضع ” مؤشر المستقبل الأخضر ” لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير، المغرب في المركز الخامس في الترتيب العالمي في فئة “الابتكار النظيف”، وبذلك تؤكد الدولة مكانتها الرائدة في سوق الطاقة الشمسية في إفريقيا.
وأورد ذات المقال إشكالية الوصول إلى الطاقة في القارة الأفريقية، خاصةً أنها حاسمة في المساعدة على تطوير التعليم والصحة والثقافة، وقالت بهذا الصدد إنه في العقود الأخيرة، فتح ظهور التكنولوجيا الكهروضوئية الشمسية آفاقًا جديدة لإنتاج الطاقة وكهربة القارة، وكذلك لتوزيع الكهرباء على جزء كبير من السكان المعزولين، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأردفت “الموندو” أن المشهد في القارة الأفريقية آخذ في التغير والشركات الصغيرة تتطور وتحتاج إلى الكهرباء، وبفضل رأس المال الخاص والمزيد من الهياكل المتخصصة في قطاع الخلايا الكهروضوئية التي تسمح بالاستهلاك الذاتي للطاقة.
وتتيح هذه التقنية الجديدة اعتماد القارة على الكهرباء ما يعني “ثورة صغيرة” تؤكد على حقيقة أن الطاقة الشمسية هي بالفعل طاقة الحاضر.
تعليقات الزوار ( 0 )