الرئيسية أعمدة الرأي هل أصبح النجاح في زماننا خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ، ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون ..؟

هل أصبح النجاح في زماننا خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ، ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون ..؟

كتبه كتب في 13 فبراير 2022 - 2:59 م

بقلم: عبدالهادي بريويك ..

تتحارب العقول أياً كان مستواها ولا تجد راحتها واستقرارها إلّا في التحدي، هذا التحدي الذي أعلنته التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية منذ تحمل مشعل قيادتها السيد عبدالمولى عبدالمومني ومجلسها الإداري الحالي فضلا عن الأطر والمستخدمين الذين آمنوا بضرورة التفاعل مع التغيير وتحقيق مكاسب لفائدة المنخرطات والمنخرطين، هذا التحدي أيضا الذي لمسناه ونلمسه من خلال انفتاح التعاضدية العامة على العالم الخارجي وطنيا ودوليا من أجل تثبيت المكتسبات وإعطاء نفس قوي وجديد في العمل التعاضدي الجاد، إلا أن هذا التحدي لم ولن يروق الجهات التي ألفت الصيد في المياه الآسنة والعكرة، وألفت الاغتناء على حساب المنخرطات والمنخرطين الذين استشعروا هذا التحسن البين في الخدمات وما تبذله فئات المستخدمات والمستخدمين من مجهودات محمودة من أجل الارتقاء بالعمل التعاضدي وإعطاءه بعدا اجتماعيا حقيقيا يوازي بين العمل الإداري والخدماتي والبعد الإنساني باعتبار الإنسان محور أساس لكل تنمية ..

مقالات إعلامية مسمومة، وخرجات فايسبوكية على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تقديم تلك الصورة السوداوية القاتمة والقاتلة لما حققته التعاضدية العامة من منجزات وتحاول ضرب كل إرادة في التغيير وتحقيق البديل، مقالات تنطلق من تحاليل غير مقنعة ولا تتوفر على معطيات سليمة تشكل مدخلا لتملك الحقيقة، حتى أمست بمثابة أقلام تمارس ” التحياح على طيور “الجوش” في الضيعات الفلاحية” وترمي بحجارتها بطريقة عشوائية على طريقة الجندي الأعور الذي حددوا مكانه في فريق القصف العشوائي ..

فمن هم أعداء النجاح؟

هم من يرون الدميم في الجمال تحدّياً لهم، والغبي في الذكاء عدوانا عليهم،و أسوأهم الفاشلون عندما يرون في نجاح الآخرين ازدراءً لشخصهم وتهديدا لاستمرار يتهم، هم الذين يتطاولون في اللسان وشحذ الأقلام دون وجه حق ومن يريدون علوّا في الأرض وفسادا كبيرا، فيُطوى جناحهم على غضب مكتوم وضيق ظاهر ورغبة بزوال النعمة عن الآخرين، ولا يريحهم إلا انطفاء العظمة وانبلاج الإخفاق، إذ لا تكف محاولات أولئك في التعرّض لنجاح الآخرين والتشكيك به وزرع الشبهات حوله. هم في كل واد يتيهون وينفثون في مسارات الناجحين كثيرا من السّموم، ويتقنون رمي العصي في دواليب الراكضين. وقد يظهرون لك على هيئة “أعدقاء”: أي بذات الوقت أصدقاء و أعداء تحت التمرين، ليس ظاهرهم كباطنهم.. هم العدو فاحذرهم! ..

طريق النجاح يعلو وينحدر ويتسع ويضيق لكن مساره واحد: الصبر والإيمان والثقة بالنفس والاطمئنان. ومادام الإنسان يسطع ويلمع ويعطي ويبني فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها. فالناس لا ترفس كلبا ميتا والجالس على الأرض لا يسقط، والقافلة تسير والكلاب لا تكفّ من النباح.

فالناجح لا يعبأ بمن ينسج الكثير من خيوط العنكبوت والقصص الزائفة حول ما يقوم به ولا يرد على أحدهم إلا بعطاء أكبر وثمار أنضج، فتزول آثارهم مع انبلاج الصبح وسطوع شمس يوم جديد، وإن غدا لناظره قريب. فالحياة رحلة، والطريق ممتدة ولا أماني تتحقق دون جهد ودون أخطاء وأحزان وخسران. فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ولا يحق إلا الحق وكل إناء بما فيه ينضح ..

فالسيد عبدالمولى عبد المومني رئيس التعاضدية العامة للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أيقن اليقين في مسار إصلاح الإدارة وتقويم هياكلها بفضل جنود الخفاء من حوله الذين آمنوا بنفس الإيمان المطلق في الإصلاح ضدا على رغبة المفسدين وإلا لما التفت حوله نقابات وازنة وأطياف سياسية واعدة، وأقلام إعلامية نزيهة . وبفضل سياسته الرصينة استطاع توفير الملايين من الدراهم وحقق نموا في المشاريع الاجتماعية وانخرط في سياسات إفريقية ودولية واستطاع بفعل حنكته القضاء على المحسوبية والزبونية داخل التعاضدية وكل مظاهر الفساد التي كانت مألوفة وصارت في خبر كان ..

لذلك أقول للسيد رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية: النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون .

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .