الرئيسية أعمدة الرأي الوجه الآخر للحرب الروسية الأوكرانية ..البعد الانساني في أبهى تجلياته

الوجه الآخر للحرب الروسية الأوكرانية ..البعد الانساني في أبهى تجلياته

كتبه كتب في 5 مارس 2022 - 8:30 م

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثاني وسط إدانة دولية شديدة تتزعمها أوروبا وأمريكا ، اللتان تتوجسان من امكانية استعمال روسيا لترسنتها النووية اذا ما أخذت الحرب أبعادا أخرى ، ورغم العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا وأوروبا ضد روسيا إلا أن المراقبين يعتبرون أن العقوبات الحالية لا تعدوا أن تكون إجراءات شكلية دون جدوى في الوقت الراهن وأن الرئيس الروسي بلادمير بوتين ماض في حربه ضد اوكرانيا إلى حين تحقيق ما يعتبره أهدافا استراتيجية .

وترافق الآلة العسكرية لكلا البلدين حربا إعلامية شرسة تغديها الإشاعات ناهيك عن تبادل الاتهامات بين رؤساء  الدول المتحاربة وانخراط دبلومسية الأطراف المتنازعة في التراشق اللفظي والسعي وراء حشد دعم الدول الصديقة لكلا البلدين .

إن العالم أجمع مندهش لما يقع اليوم في أوكرانيا من دمار وقتل و تشريد للعائلات ،والجميع يعمل ما في وسعه لتجنب حرب عالمية ثالثة لا أحد يتوقع نتائجها الكارثية سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي والإنساني،وبالموازاة مع آلة الحرب المدمرة يظهر الجانب الإنساني في أبهى تجلياته من الجانب الأوروبي ،وقد تابعنا عبر وسائل الاعلام ما تقدمه الدول المجاورة لأوكرانيا من دعم لللاجئين الأوكرانيين بمن فيهم المقيمون الأجانب من شتى الأجناس.

وبعيدا عن التوصيفات والتأويلات التي يمكن أن نصف بها ما يقع على الحدود بين أوكرانيا والدول الأروبية المجاورة من تضامن وتعاطف وتآزر على عكس ما يقع في باقي البلدان المتنازعة عبر العالم ،فإن أي أحد لا يمكنه سوى التعبير عن إعجابه الشديد بالتعبئة الشاملة والقدرة الفائقة للاطقم المشرفة على تقديم الخدمات الانسانية من أطر حكومية ومنظمات المجتمع المدني الأوروبي وحتى بعض الأفراد اللذين قدموا من مختلف دول أوروبا لعرض مساعدتهم لإيواء العائلات الأوكرانية في بلدانهم وتأمين العمل لبعضهم ،الشيئ الذي يثلج الصدر ويوحي بأن الحسابات السياسية المقيتة والآلة العسكرية المدمرة التي تنتج الحروب ببشاعتها هي نفسها التي  تبرز جانبا مشرقا وبعدا إنسانيا نبيلا بين الشعوب .

وانسجاما مع توجه بلدي المغرب بخصوص الازمة الروسية الأوكرانية فإنني أؤكد  رفضي القاطع والمطلق لتسوية النزاعات بين الدول عبر اللجوء إلى القوة، وأشجع كل المبادرات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات كما أنوه بكل الخطوات الانسانية التي من شأنها التخفيف من الآثار النفسية للحرب على الشعوب

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .