الرئيسية أعمدة الرأي الكرة  تنجح فيما فشلت فيه السياسة ، شعب واحد ، قلب واحد ، أمة واحدة

الكرة  تنجح فيما فشلت فيه السياسة ، شعب واحد ، قلب واحد ، أمة واحدة

كتبه كتب في 12 دجنبر 2022 - 7:42 ص

لايختلف إثنان أن ما قام به منتخبنا الوطني لكرة القدم بمونديال قطر2022 يعد إنجازا عظيما  سيسجله التاريخ بمداد من فخر على مر العصور والأجيال .

وهذا الانجاز سيحسب لعناصر النخبة الوطنية وللطاقم الرياضي والطبي والتقني  وعلى رأسهم الناخب الوطني المتألق وليد الركراكي الذي هز عرش أساطير الكرة العالمية بخططه المدروسة وتوزيعه للأدوار على اللاعبين بشكل أربك حسابات المدربين العالميين ،وأفشل جميع محاولاتهم لقراءة تموقع وإنتشاراللاعبين داخل رقعة الملعب ،ولعل خطط الناخب الوطني ستدرس لا محالة في كبريات الأكاديميات الرياضية مستقبلا ،وحينما نقول الناخب الوطني فإننا لا نستثني مساعديه رشيد بنمحمود وغريب أمزين اللذين نعرف مكانتهما  وقيمتهما الفنية والكروية بحكم تمرسهما في البطولات الاجنبية إلى جانب  دفاعهما عن ألوان المنتخب خلال مونديال 1994 بالولايات المتحدة وتألقهما لفترات طويلة الى جانب  الاعبين الدولين المغاربة كبصير وشبو والسفري وغيرهم .

إن ما عشناه كمغاربة من فرحة وحدت القلوب داخل المغرب وخارجه والذي ترجمته الجماهير المغربية بخروجها للشوارع  بكل ربوع المملكة واحتفالها إلى حدود ساعات متأخرة من الليل لا تضاهيه فرحة ، وما زادها بهجة وسرورا هي مشاركة الرياضي الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفرحة شعبه بهذا النصر وانضمامه إليهم بالعاصمة الرباط حاملا العلم الوطني والفرحة تغمر محياه ،وقد أبى جلالته إلا أن يتقاسم هذه الفرحة الغامرة مع شعبه العاشق للساحرة المستديرة .

إن ما تم إنجازه بمونديال قطر2022 سيظل مفخرة للمغرب والمغاربة على مر التاريخ، فانتصار المغرب أصبح بفضل الساحرة المستديرة انتصارا للأمة العربية والاسلامية والافريقية وتخطت هذه الفرحة حدود الزمان والمكان واشترك فيها الصغار والكبار والذكور والإناث وحتى رجال السياسة والاقتصاد ورجال الدين ،الكل أصبح يهتف بالمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ويدعو له ،والكل أصبح يردد عبارات ” ألي مغرب ” و” جيبوها يا الأولاد” وأصبح بلد المغرب وملك المغرب ومنتخب المغرب يتردد على كل لسان

والفضل كل الفضل يعود لدولة قطر الشقيقة على تنظيمها المحكم لهذا العرس الكروي العالمي الذي أجمع الكل على أنه تنظيم اشتثنائي فاق كل التوقعات ،حتى أن البعض تمنى ألا ينقضي وأن يستمر طول الدهر ،لانه بالإضافة إلى الأجواء الإحتفالية التي وفرتها دولة قطر على امتداد الفضاءات الرياضية والساحات العمومية وداخل الأسواق ،وحسن استقبالها للزوار ، فقد ساعدت الشعوب أيضا على التخفيف من أعبائها النفسية خصوصا بعد معاناتها خلال السنوات الاخيرة مع الحجر الصحي جراء جائحة كورونا و استهلاكها لأخبار الحروب والأزمات لفترات طويلة ،و تمكنت  دولة قطر بفضل أجوائها الرائعة  من السفر بزوار المونديال بعيدا عن كل ذلك ونجحت في تحقيق المتعة لهم ما جعل الكل يجمع على نجاحها في تنظيم هذه النسخة من المونديال .

لقد تمكنت قطر من أن تبهر العالم وأن  تمحو الافكار النمطية التي تعتقد أن العرب غير قادرين على رفع التحديات الكبرى ،وأعادت بذلك للعرب مجدهم الذي اعتقد البعض أنه ذهب إلى غير رجعة ، كما أن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم كسر القاعدة التي تصنف المنتخبات العملاقة والمتواضعة بعد أن ألحق الهزائم المتتالية بكبريات المنتخبات الأروبية كبلجيكا واسبانيا والبرتغال  وتمكن بفضل جهود عناصره في أيام معدودة من توحيد قلوب العرب والمسلمين والأفارقة ونجح فيما فشلت فيه السياسة لعقود من الزمن .    

بقلم النقيب : رشيد الفانيس

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .