أمر مريب دبر بليل في ظلام حالك وسماء شديدة السواد كسواد قلوب الناقمين على وطننا الحبيب الذي داع صيته بين الامم وأصبح يعرفه القاصي والداني ليس لانه أكبر قوة اقتصادية أو عسكرية دولية أوإقليمية ولو أنه يسير بخطى حثيثة ليصبح كذلك ،وإنما لانه وطن عريق بشعب عريق متجدر في التاريخ يحسن لمن أحسن إليه ولا يعادي من أساء إليه ولا يكيد له المكائد أو يدس له الدسائس ،وإنما يواجه بشرف خصومه وأعدائه ولا يحتمي الا برموزه ومؤسساته وفي مقدمتها المؤسسة الملكية الضاربة في القدم والتي يزيد تاريخها عن 14 قرن ،ليأتي شرذمة من المرتزقة لا تاريخ لهم ولا هوية ليطعنوا في سمعة وشرف بلدنا بما ليس هو أهله لحاجة في نفوسهم نحن نعلمها ويعلمها حتى من يعينهم على غيهم لتحقيق أطماع سياسية واقتصادية عجزوا عن تحقيقها مع المغرب بسبب استقلالية قراره السياسي والدبلوماسي .
إن ما تعرض له المغرب من مؤامرة بتواطأ مع منظمات أجنبية واتحاد لسبعة عشر من كبريات المنابر الإعلامية الدولية ، لن يمر مرور الكرام ،فإذا كانت هذه المنابر الصحافية والاعلامية الكبيرة قد سمحت لنفسها مجتمعة في نفس اليوم والساعة بنشر أخبار زائفة تستهدف بها دولة ذات سيادة ،ضاربة بعرض الحائط كل أدبيات العمل الصحافي وأخلاقيات المهنة المتعارف عليها كونيا وقررت النزول بكل ثقلها الاعلامي للضرب تحت الحزام بغرض التشويش على أحد أهم وأنجع الاجهزة الأمنية بالمملكة وصمام الامان للداخل والخارج في محاولة يائسة للتشكيك في مصداقية ونزاهة مؤسساتنا والنيل من سمعتها طمعا في إثارة الرأي العام الوطني والدولي ضدها ،فإننا نرد عليها بكل حزم ونقول لها من منبرنا هذا ،هيهات هيهات ،إنه حلم بعيد المنال .
ان إقدام هذا الحلف الجديد على محاولة شيطنة المغرب من خلال اتهامه بالتجسس على الحقوقيين والصحفيين والسياسيين المغاربة داخل الوطن وخارجه و توسيع دائرة هذا الاتهام بالتجسس لتشمل الهاتف الشخصي لرئيس دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، كفرنسا، واثنين من رؤساء الحكومات الاروبية وشخصيات دولية بارزة في عالم السياسة والاعمال والصحافة عبر استعمال برنامج معلوماتي للتجسس “بيغاسوس”، من انتاج شركة إسرائلية تدعى (NSO). إما أن تكون مناورة سياسية مقيتة لابتزاز المغرب أو هجوما ممنهجا ومدروسا من طرف خصوم المملكة الهدف منه الاضرار بمصالح المغرب الاستراتيجية لدفعه للتراجع إلى الوراء على المستوى السياسي والدبلوماسي وتموقعه الجيواستراتيجي في المنطقة ، وهذا في تقديري يطرح عددا من التساؤلات حول الدوافع وراء اختيار هذا الموضوع القديم الجديد في هذا التوقيت الذي يتزامن مع استعدادات المملكة المغربية للاحتفال بأحد أهم الاعياد الوطنية ويتعلق الامر بذكرى تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين ، وبالنظر إلى الأسماء الوازنة في المشهد الإعلامي العالمي، (الكارديان البريطانية، الواشنطن بوست الأمريكية ولوموند الفرنسية وغيرها التي تناولت هذا الموضوع بالاستناد الى تقارير المنظمتين الدوليتين أمنيستي وفوربيدن ستوريز فإن السبيل الوحيد لاجلاء الحقيقة هي ان يقول القضاء كلمته خصوصا وأن الجهات المدعية بهذا التجسس لا تتوفر على أي دليل مادي يؤكد صحة ادعاءاتها وفي انتظار ان تقول العدالة كلمتها نقول لكم ان المغرب حصن منيع على جميع الدخلاء كيفما كانوا ،منيع بمؤسساته ،ومنيع بنسائه ورجالاته وبمجتمعه وبمنظماته المدنية والحقوقية وبسواعد أبنائه ،ونقول لكم ان مكائدكم لن تزيدنا إلا قوة ولحمة ولن تضعفنا الا بالقدر الذي تقوينا وسنظل شامخين معتزين بمكاسبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية وراء ملكنا المفدى جلالة الملك محمد السادس نصره الله .
بقلم : رشيد الفانيس
تعليقات الزوار ( 0 )