الرئيسية سياسة الاستاذ عبد المولى : نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة،وهناك بوادر عمل تشريعي وحكومي متناغم سيزرع الأمل في المستقبل

الاستاذ عبد المولى : نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة،وهناك بوادر عمل تشريعي وحكومي متناغم سيزرع الأمل في المستقبل

كتبه كتب في 7 أكتوبر 2021 - 9:00 ص

في إطار تغطيتنا للأخبار الخاصة بالانتخابات العامة التي نظمتها بلادنا مطلع الشهر الماضي والتي بوأت حزب التجمع الوطني للأحرار الصدارة سواء في الانتخابات البرلمانية أو الجماعية والتي أسدل الستار عن آخر حلقاتها بتنظيم اقتراع مجلس المستشارين قبل يومين ، حيث أفرزت النتائج النهائية نفس الخريطة السياسية ،و كما جرت العادة وكما عودنا دائما من خلال مساهماته الفكرية النيرة و تحليله الموضوعي للوضع السياسي بالمغرب توجهنا بالسؤال للسياسي والنقابي المخضرم الاستاذ عبد المولى عبد المومني حول قرائته لنتائج انتخابات مجلس المستشارين ل 5 اكتوبر 2021؟ وكان جوابه كالآتي :

في البداية إذا سمحتم لابد أن نحيي بلادنا وهي تجتاز آخر محطة من محطات المسلسل الإنتخابي ل 05 أكتوبر 2021 بنجاح وتفوق .. حيث كانت المساهمة في التصويت يوم الإقتراع مرتفعة جدا حددت ما بين ما يزيد على 50% بالنسبة للمأجورين وما يفوق 90% بالنسبة للفئات الأخرى .. وهذا في حد ذاته يعتبر مؤشر جد مهم ويبين مدا اهتمام الناخبين الكبار باختيار ممثليهم في الغرفة الثانية .. كما يعطي لأول وهلة انطباع على أن كل الفئات تعول كثيرا على ممثليها للدفاع عن مصالحها والحفاظ على مكتسباتها والتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات لصالحها ..

ولكن من جهة أخرى بالنسبة للمتتبع والمهتم هذا الإصرار من طرف الناخبين الكبار على التوجه إلى صناديق الإقتراع يبين مدى قوة الدمار الذي عرفته مصالح كل الفئات على مدى عشر سنوات (2011-2021) بالقرارات والقوانين المقيتة وللاشعبية والتي كانت تخرج من هذه القبة ضد مصالح القطاعات التي تشتغل بها دون أن تجد كابحا لها .. كما أن العملية الإنتخابية أفرزت تصدر الأحزاب الثلاث الحمامة والتراكتور والميزان لهذه الإنتخابات كما كان في 08 شتنبر بالغرفة الأولى وهذه سابقة في المشهد السياسي المغربي الذي كان يعرف سيطرة المعارضة على كراسي الغرفة الثانية .. ولكن بالمقابل هذه النتائج لم تكن مفاجئة لأن المتتبع لمسلسل الإنتخابات كان متيقنا من أن النتائج التي عرفتها الإستحاقات السابقة كانت في صالح الأحزاب الثلاث .. الشيء الذي خلق جدلا واسعا وتحليلات متضاربة .. منها كيف تمكن حزب المصباح أن يحصل على ثلاث مقاعد في هذه الغرفة مع أنه فقد قاعدته الإنتخابية بالتمام والكمال وخاصة عندما يتعلق الأمر بتصويت الناخبين الكبار .. وهناك من ذهب به التحليل على أنه كانت هناك عملية استمالة للأصوات وتساءل كيف هي نوعيتها ووسائلها إذا علمنا أنه من الصعب أن تحصل على صوت هو محسوب مسبقا أو محسوم مسبقا للجهة التي ترشح بلونها الناخب الكبير .. ونفس الشيء قيل بالنسبة للنقابة المحسوبة على العدالة والتنمية حيث أنه كان في أحسن الأحوال وبتعبئة مكثفة وواسعة ومسترسلة .. كان لا يكون من نصيبها إلاَّ مقعدا واحدا .. خاصة إذا علمنا أن هذه النقابة فقدت صفة الأكثر تمثيلية على الصعيد الوطني وفي القطاعات المهمة والكبيرة .. وكما لا يخفى على الجميع ولازلنا نتذكر بأن المستقلين حصلوا على ما يفوق 51% من الممثلين .. وإذا تركنا الحسابات جانبا واستشرفنا المستقبل فإن الخريطة السياسية في الغرفة الثانية توحي بأنه لن يكون هناك هدر للزمن السياسي والتشريعي بحكم أن رئيس الحكومة له نفس الأغلبية في الغرفتين .. بالإضافة إلى أن المستشارين أغلبيتهم الساحقة جدد ويتوفرون على شباب وكفاءات يمكن لها إذا تفادت الريع والوزيعة وباك صحبي وتغلبت على إبعاد الإداريين المسؤولين الفاسدين والذين ينتظرون هذه التغييرات لتغدق عليهم المزيد من الإمتيازات والوضعيات الغير المستحقة سيظهر لا محال في 100 يوم الأولى بوادر عمل تشريعي وحكومي متناغم يمكنه أن يزرع ذالك البصيص من الأمل في المستقبل وكذا التغيير الذي يترجاه منذ زمان المغاربة لتحسين أحوالهم المعيشية والاجتماعية ..

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .