الرئيسية إقتصاد ملتقى الدار البيضاء للتأمين 2025: دورة بارزة من أجل تأمين الغد

ملتقى الدار البيضاء للتأمين 2025: دورة بارزة من أجل تأمين الغد

كتبه كتب في 18 أبريل 2025 - 8:04 ص

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انعقدت الدورة الحادية عشرة من منتدى الدار البيضاء للتأمين، يومي 16 و17 أبريل 2025، بمشاركة أكثر من ألف مشارك كما في الدورات السابقة، وذلك حول موضوع يلامس رهانات القطاع: “التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي: أية فرص للتأمين؟»

وتم تنظيم هذا الحدث من قبل الفيدرالية المغربية للتأمين (FMA) ليشكل محطة هامة للتفكير في التحولات العميقة التي يشهدها قطاع التأمين.

وتميز حفل الافتتاح بمداخلات رفيعة المستوى، حيث شدد رئيس الفيدرالية المغربية للتأمين، السيد محمد حسن بنصالح، على عمق التحولات التي تعرفها المهن والعمليات في القطاع بفعل الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى إطار تنظيمي يشجع الابتكار، ويدعم بروز تكنولوجيات التأمين ويعزز الشمول التأميني. كما أشار إلى الأولويات القادمة، وعلى رأسها مراجعة جدول التعويضات في التأمين على السيارات، والتدرج نحو نظام صحي شامل بشراكة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS).

من جانبها، دعت السيدة نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، إلى ضرورة التأطير الصارم والاستثمار المستهدف، خاصة في مجال الأمن السيبراني، لمواكبة هذه التحولات التكنولوجية.

أما السيد عثمان العلمي، الكاتب العام لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي (ACAPS)، ممثلاً للرئيس السيد عبد الرحيم الشافعي، فقد حذر من عمق التحولات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والبلوكشين، والحوسبة السحابية، مقدّراً أن 40% من الوظائف حول العالم قد تتأثر على المدى المتوسط.

وعلى هامش هذه الدورة، تم التوقيع على اتفاقيتين هامتين: اتفاقية تعاون بين الفيدرالية المغربية للتأمين وجمعية مؤمني غانا، بلد الشرف لهذه السنة، لتعزيز التعاون في مجالي الرقمنة والابتكار، وميثاق مشترك بين الفيدرالية المغربية للتأمين وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي لإدماج مقاربة النوع في تصميم وتسويق منتجات التأمين، تماشياً مع الأهداف الوطنية للإدماج المالي.

وعرف الحدث، على مدار يومين، خمسة نقاشات وأربع كلمات رئيسية حول أبرز القضايا الآنية، من بينها: تخصيص العروض في عصر الذكاء الاصطناعي، تحقيق التوازن بين التوزيع والمخاطر، تحول سلسلة القيمة، إدارة المخاطر المناخية، الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، وتطور التأمين على السيارات.

وتميز اليوم الأول بثلاث كلمات رئيسية غنية بالتوجهات المستقبلية. تناولت الأولى مساهمات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في القطاع، فيما ناقشت الثانية الإطار التنظيمي المطلوب لتأطير هذه التحولات، أما الثالثة فسلطت الضوء على تجارب ملهمة في تعزيز العلاقة مع الزبناء عبر الذكاء الاصطناعي.

اليوم الثاني عمّق النقاشات بكلمة رئيسة الجمعية الدولية للاكتواريين، بوزينا هينتون، حول التوازن الدقيق بين تخصيص العروض والتوزيع الجماعي للمخاطر في ظل صعود الذكاء الاصطناعي. ومن اللحظات القوية أيضاً، مداخلة السيد تورستن شتاينمان، المدير العام لشركة E+S Rück وعضو اللجنة التنفيذية لشركة Hannover Re، حيث قدّم تحليلاً معمقاً حول دور التكنولوجيا الحديثة في إعادة هيكلة نماذج إدارة المخاطر المناخية.

وقد اختتم الحدث بعرض دراسات حالة ناجحة حول استخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، في مجالات تأمينية مختلفة، قدّمتها شركات Insurtech مبتكرة مثل Acheel، Klaimy، Korint وSynapse Medicine.

وقد اتفقت مختلف المداخلات حول قناعة واحدة: الذكاء الاصطناعي، متى تم تأطيره بشكل جيد، يمكن أن يُعزز الأسس الجوهرية للقطاع، ويُسرّع من وتيرة تحديثه.

وفي أجواء طبعتها روح الحوار والتعاون، فرضت هذه الدورة الحادية عشرة نفسها كمحطة استراتيجية لتوقع التحديات المقبلة، ورسم ملامح تأمين أكثر ابتكاراً، أكثر شمولاً، وأكثر التزاماً بمهمته الأولى: الحماية.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .