ينظم مركز سايس لحماية الاسرة والطفولة بتنسيق مع تـنسـيقـية جمعيات نسائية و حقوقية و تنموية بجهة فاس – مكناس وبشراكة مع جماعة عين مديونة يوما دراسيا في موضوع : تـمدرس الفتاة بالعالم القروي – الاكراهات والتطلعات – تاونات نموذجا
وذلك يوم الأحد 5 دجنبر 2021 بقاعة دار الثقافة جماعة عين مديونة انطلاقا من 11 صباحا
وفي اطار الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء سيتم تنظيم الأيام الأممية لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء والفتيات
إن الطفولة مرحلة بشرية حساسة ،تقتضي حماية نوعية واقرار مجموعة من الحقوق التي تتماشى مع خصوصية هذه المرحلة العمرية ، لان الاعتناء بها وايلائها اهمية تعتبر خطوة مهمة في سبيل دعم وارساء شباب مستقبل الغد، ومن تم جاءت المواثيق الدولية العامة لتأكيد هذه الحقوق، منها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي نص على مجموعة من الحقوق الخاصة بالطفل كالحق بالاعتراف بشخصيته والحق في التعليم طبقا للمادة 26 منه.
بعد ذلك رأى المجتمع العالمي حاجة الطفل إلى وجود مواثيق دولية تحتوي على نصوص أكثر إلزاماً من الحقوق التي احتواها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو بالأحرى وجود نصوص خاصة ومتفردة للطفل، لأن له احتياجات خاصة وهذه الاحتياجات بحاجة لنصوص تلائم خصوصيتها. وكان الاتفاق في كافة أنحاء العالم على أن الاطفال يحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة وأن العالم الأفضل لا يبنى إلا ببناء الطفل الأسعد والأكثر شعوراً بالأمن والسلام.
كما أقرت اتفاقية حقوق الطفل مبدأ المساواة بين الأطفال كحق من حقوقه و على أنه لا يجوز التمييز في المعاملة بين الأطفال بسبب الجنس او العرق أو اللون أو اللغة أو المعتقد السياسي أو غيره.
وأن حق المساواة وتكافؤ الفرص يجب أن يعم جميع الحقوق فتكون هناك مساواة بين الأطفال في حقهم في التعليم وحقهم في النمو الجسمي والعقلي والروحي والاجتماعي نمواً طبيعياً وسليماً.
وبتشبث المغرب بمبادئ الشريعة الاسلامية ومصادقته على اتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989 التي خولت للطفل مجموعة من الحقوق ومن بينها الحق في التعليم، فقد عمد الى جعله حقا دستوريا إذ نص في الفصل 31 على أن:
“الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، تعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة”
ولقد كرست مدونة الاسرة هذا الحق للطفل من خلال المادة 54 عندما اعتبرت ان الابوين ملزمان بضمان حق طفلهم في التعليم ،كما ان الدولة تعتبر مسؤولة عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الاطفال وضمان حقوقهم ورعايتها طبقا للقانون.
من خلال هذا التمهيد يتبين ان المغرب يتوفر على اطار قانوني يؤطر حق الطفل والطفلة في التمدرس في المجال الحضري والقروي ليبقى التساؤل مطروحا هل تتمتع الطفلة القروية بنفس فرص الحق في التعلم في ظل الواقع المعاش
حيث ركزت مختلف التقارير، وعلى رأسها تقرير المجلس الأعلى للتعليم، على ضعف المردودية الداخلية للمدرسة الابتدائية بالوسط القروي. كما كشفت عن ضعف مهول بخصوص تحكم التلاميذ في المعارف والكفايات الأساسية (القراءة والكتابة والحساب)، الشيء الذي يؤدي بشكل مباشر إلى الفشل الدراسي والانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة. كما بينت كذلك هذه التقارير أن نسبة كبيرة من تلاميذ الوسط القروي يغادرون المدرسة الابتدائية دون مستوى معرفي ولا تأهيل مهني، الشيء الذي يساهم في رفع نسبة الهدر المدرسي بشكل مهول، حيث يغادر المدرسة بشكل عام، حسب نفس المصادر، قرابة 390000 تلميذة وتلميذا كل سنة، نصفهم من التعليم الابتدائي.
ورغم أن دراسة تقييمية لبرنامجي الطرق القروية، الأول والثاني، أفادت أن معدل تمدرس الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و14 سنة ارتفع بـ 5,9 نقاط حيث انتقل من 62,8 إلى 68,7 في المائة وأشارت إلى ارتفاع نسبة تمدرس الفتيات بزائد 7,4 نقاط، مضيفة أن معدل الأطفال المسجلين في المدارس الواقعة بالدواوير المرتبطة بالطرق القروية ارتفع من 112 إلى 136 في كل مدرسة، أي بارتفاع بنسبة 21,5 في المائة[1].
فإن طموحات الأسر القروية وأيضا المجتمع المدني لازالت تراهن على تعليم أفضل للطفلة القروي وهذا بالطبع لا يمكن ان يتحقق الا بتشخيص الداء والبحث عن الحلول والخروج بمقترحات . ومن تم جاءت مبادرة مركز سايس لحماية الاسرة والطفولة ” فرع بوعادل ” بإقليم تاونات لتنظيم هذه الندوة العلمية تحت عنوان :” تمدرس الفتاة بالعالم القروي – الاكراهات والتطلعات – تاونات نموذجا” لتتقاسم مع الأسر وفعاليات المجتمع المدني هذا الموضوع عبر طرحه مجموعة من التساؤلات هي كالتالي:
ما هي أسباب تدهور التمدرس بالوسط القروي؟ وما موقع المدرسة الابتدائية المركزية والفرعية جغرافيا في علاقتها بالجماعة القروية؟ وما هي ظروف تمدرس الطفلات بالوسط القروي؟ وما هي السبل لتحسين التمدرس بالوسط القروي وتنميته وتطويره وضمان استمرار تمدرس التلاميذ وخصوصا التلميذات دون هدر مدرسي إلى غاية حصولهم على شهادة الدروس الابتدائية وشهادة التعليم الثانوي الإعدادي وشهادة البكالوريا وتأهيلهم للتعليم الجامعي ومؤسسات تكوين الأطر على قدم من المساواة مع تلاميذ وطلاب الوسط الحضري؟ ما هي ادوار الجماعات المحلية و المجتمع المدني لدعم تمدرس الفتيات بالوسط القروي ؟ مجموعة من التساؤلات ستتم الاجابة عنها من خلال مداخلات الاساتذة المؤطرين للندوة وايضا من خلال طرح النقاش للعموم.
تعليقات الزوار ( 0 )