شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الجمعة، جلسة ساخنة من محاكمة المتهمين في قضية “إسكوبار الصحراء”، عرفت تطورات مثيرة كان بطلها البرلماني السابق والرئيس الأسبق لنادي الوداد الرياضي، سعيد الناصري، الذي دخل في سجال قانوني مع هيئة المحكمة، مقدما دفوعات وصفت بالقوية، ومطالبًا بمواجهة الشهود وفي مقدمتهم الفنانة لطيفة رأفت.
في معرض استنطاقه، نفى الناصري جميع التهم المنسوبة إليه، مؤكداً أن المزاعم حول تسلمه 15 مليون درهم من “إسكوبار الصحراء” مجرد خيال، وطالب بتقديم أي دليل مادي يثبت ذلك، قائلاً بجرأة: “إن أحضروا دليلا واحدا، يمكن للمحكمة أن تحكم عليّ بالإعدام”.
وبخصوص فيلا “كاليفورنيا”، التي كانت مسرحًا للجدل حول إقامة سهرات مشبوهة، شدد الناصري على أن هذه الروايات مختلقة ولا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن لطيفة رأفت كانت هي المقيمة بالفيلا خلال تلك الفترة بعد طلاقها من تاجر المخدرات المالي، وليس هو، مضيفا أن الفيلا لم تكن مجهزة بالماء والكهرباء سنة 2017 إلا بمبادرة شخصية منه.
وخلال الجلسة، واجه القاضي علي الطرشي الناصري بعدة تصريحات لشهود، من بينهم خادمة لطيفة رأفت ومدير أعمال “إسكوبار الصحراء”، إلا أن الناصري فند أقوالهم جميعًا، معتبراً إياها مليئة بالتناقضات، ومتهماً بعضهم بتقديم شهادات زائفة لتوريطه.
كما نفى سعيد الناصري المزاعم المتعلقة باستيلائه على خمس شقق في السعيدية تابعة لإسكوبار الصحراء، موضحا أنه اشترى شقتين بطريقة قانونية وقام بأداء ثمنهما عن طريق مقايضة بسيارة مرسيدس سنة 2014.
وطالب الناصري بإلحاح من المحكمة استدعاء لطيفة رأفت إلى الجلسة المقبلة لمواجهتها مباشرة أمام القضاء، معتبرا أن شهادتها مليئة بالتناقضات، خاصة فيما يتعلق بأقوالها حول السهرات، وحمل الأموال، وإقامتهم بالفيلا.
الجلسة عرفت أيضا لحظات توتر حين حاول الناصري تقديم توضيحات مطولة، وهو ما دفع القاضي إلى مطالبته أكثر من مرة بالالتزام بالنظام، محذراً إياه من الإطالة دون إذن المحكمة.
هذا، وقد طالب دفاع الناصري باستدعاء أسماء أخرى أدلت بشهادات اعتبرها حاسمة في ملف المتابعة، مثل فدوى أزيرار وعبد الواحد شوقي، في وقت يبدو فيه أن جلسات المحاكمة المقبلة ستشهد المزيد من الإثارة والمفاجآت بالنظر إلى حجم الملفات والتناقضات التي بدأت تطفو على السطح.
ملف “إسكوبار الصحراء”، الذي يتابع فيه شخصيات وازنة بتهم ثقيلة مرتبطة بشبكات الاتجار الدولي بالمخدرات وتبييض الأموال، بات يستقطب اهتمام الرأي العام الوطني، خصوصا مع ورود أسماء فنية وسياسية ورياضية بارزة في تطوراته المتسارعة.
تعليقات الزوار ( 0 )