قال الحسن عبيابة، أستاذ جامعي ووزير سابق، إن المغرب يتخذ دبلوماسية وسطية اتجاه الأحداث والصراعات والحروب الإقليمية خاصة النزاع الروسي الأوكراني، وذلك حسب ما تقتضيه الظروف الجيوسياسية للمملكة المغربية.
وأوضح الدكتور الحسن عبيابة في تصريح لوسائل الإعلام، أن “موقف المغرب اتجاه النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا متفرد، إذ حافظت المملكة على مسافة بين الأطراف المتحاربة في أوروبا بين كل من روسيا وأوكرانيا، بالرغم من علاقة المغرب الإستراتجية مع روسيا من جهة، باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن”
وأضاف عبيابة، أنه “انطلاقا من المبدأ الذي يدافع عنه المغرب والمتمثل في الحفاظ على الوحدة الترابية للدول، فإن المغرب بقي ثابتًا دبلوماسيا في موقفه لدعم أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها كدولة مستقلة ذات سيادة ومعترف بها في الأمم المتحدة”.
مؤكدا أن “المغرب ليس طرفا في حرب توجد بأوربا ولها بعدها الجيوسياسي والتاريخي قبل وبعد انهيار جدار برلين وتلاشي الإتحاد السوفياتي سابقا، لكن المملكة كدولة فاعلة في دول البحر المتوسط وفي شمال إفريقيا معنية بالسلام والأمن والاستقرار إقليميا ودوليا”.
وأشار الدكتور عبيابة إلى أن “المغرب يعتبر من الدول القلائل الذي تميز بهذا الموقف ويحافظ على تميز العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، مع تفهم الأطراف المعنية لموقف المغرب، كما أن الرباط تدعو إلى احترام الشرعية والقانون الدولي، واستبعاد القوة كحل النزاعات”.
واسترسل عبيابة في القول: “المغرب يستعمل ورقة أوكرانيا لجعل روسيا، وهي تترأس مجلس الأمن حاليا محرجة، وحتى تبقى محايدة كما كانت دائما، فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، فروسيا كانت تمتنع عن التصويت، حتى تمر القرارات في صالح المغرب”.
ويذكر أن المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اعلن يوم الإثنين الماضي، أن المملكة المغربية ليست طرفا، بأي شكل من الأشكال، في النزاع بأوكرانيا.
وجدد بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الذي قام بزيارة عمل إلى المغرب، التأكيد على “الموقف الثابت للمغرب بشأن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية”، مشيرا إلى أن المملكة التزمت، منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، بتغليب احترام الشرعية والقانون الدولي، وعدم استعمال القوة لحل النزاعات، وكذا تشجيع الحوار واحترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأبرز السيد بوريطة أن المغرب له علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، ويدفع نحو إيجاد حل سلمي لهذا النزاع
تعليقات الزوار ( 0 )