فقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بوصلتها الحقوقية، ونصبت نفسها حكَما جائرا، ضد المغرب على خلفية تقرير من 140 صفحة، جرى نشره أمس الخميس، في سياق غير بريء وفي ظرفية محسوبة تزامنا وغمرة احتفالات المغرب بعيد العرش المجيد.
المنظمة التي جعلت من المغرب مبلغ همها، انصرفت عن الوقائع الثابتة التي تشي بالحقيقة، لتتبنى كل الافتراءات والادعاءات في مواجهة المغرب ومؤسساته الأمنية والقضائية، دفاعا عن متهمين خضعوا للمحاكمة وفق القوانين السارية في المملكة، والتي كفلت لهم كل الضمانات و الحقوق انتصارا للعدالة الاجتماعية.
تقرير « هيومن رايتس ووتش » جاء مدافعا عن عدد من « المعارضين » كما وصفتهم المنظمة، التي لم تشأ الإحالة على ضحايا هؤلاء « الأشاوس » الذين انتهكوا حرمات مواطنين ضحايا لجؤوا إلى القضاء طلبا للعدالة، ولم تقم اعتبارا لهؤلاء لأن غايتها اللعب على ورقة هؤلاء « المعارضين » لتصريف الأحقاد المتولدة لدى القائمين عليها من لدن المغرب.
التقرير افترى على المغرب، وقد آثرت « هيومن رايتس ووتش » حربا قذرة في مواجهته للاقتصاص من لجوئه إلى القضاء ضدها في العديد من المناسبات التي تكللت بانتصاره وفضح أكاذيب المنظمة، التي تحولت إلى ديدن يتجسد في تحرير تقارير لا حقوقية تتغيا تلطيخ سمعة المغرب وتشويه صورته.
ويبدو أن المنظمة لا تزال وفية لنهجها المتحامل على المغرب، وبث الأكاذيب من خلال تقرير موضوعاتي مذوب، تضمن أن العديد من المؤسسات الإعلامية في الدول المعادية للمغرب ستروج له بعدما تكون تلقفته بكل حبور، لتحقيق غايات دفينة ليس أقلها تأليب الرأي العام على المغرب.
وليحق لقارئ التقرير التساؤل إن كان الأمر يتعلق بمغرب اليوم، حيث ينعم المغاربة بكل سبل العيش الكريم في بلد يعانق المستقبل، أو بأي بلد آخر من البلدان التي تدور رحى الحروب فيها بلا توقف، أو حيث يتسلط الجلادون ويبسطون هيمنتهم ويريقون دماء الحرائر والأحرار على الطرقات بلا خجل أو وجل.
واستطابت « هيومن رايتس ووتش » توجيه سهامها إلى المؤسسات الأمنية والقضائية في تكرار بئيس لأسطوانة الاتهامات الجاهزة المشروخة، لكنها كشفت أيضا، عن خبث نواياها وقد تحاشت ذكر مسببات المتابعات التي ترتبت في حق « المعارضين » ولا التقارير التي صدرت بشان أطوار المحاكمات التي توبع خلالها الشبقيون ممن ثبتت التهم في حقهم.
لقد فقدت « هيومن رايتس ووتش » بوصلتها الحقوقية، وسخرت كل الإمكانيات لمجابهة المغرب، في رهان مشؤوم على خصومه من خفافيش الظلام الذين سيرددون ما حبل به التقرير وينصرفون عن الحقائق التي تسطع رغما عن الجميع.
تعليقات الزوار ( 0 )